يواجه ما يقدر بنحو ١٥% من المهاجرين الأفارقة، مستويات عالية من مخاطر التعرض للاستغلال والإتجار، إما طوال مسار رحلتهم أو في بلد المقصد. فليبيا، على سبيل المثال، لا تزال وجهة بالغة الخطورة بالنسبة للمهاجرين، فضلًا عن عمليات القتل والتعذيب والاضطهاد واسترقاق المهاجرين من قبل القائمين بالإتجار والميليشيات.
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في الشئون الإفريقية أنه تشكل الظروف البيئية القاسية تهديدًا كبيرًا، حيث تقدر المنظمة الدولية للهجرة أن طريق الصحراء وحده كان مسؤولاً عن وفاة ما يقرب من 5400 شخص بين عامي 2014 و 2022.
ولفتت الدراسة أن 93% من الأفارقة ممن يسافرون إلى الدول الأوروبية عبر طرق غير نظامية، سيفعلون ذلك مرة أخرى، رغم المخاطر المهددة لحياتهم التي يواجهونها في كثير من الأحيان، هذا فضلا عن التأثير السلبي الشديد على الدولة المهاجر منها الفرد، وخاصة إذا كان المهاجرين من ذوي المهارة.
وأوضحت الدراسة أن هناك تأثيرًا على الدول الغنية لدخول المهاجرين إلى أراضيها، حيث ينقسم هذا التأثير إلى وجهين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، إذ يمكن استغلال عملية اندماج المهاجرين في سوق العمل، فهناك عمالة رخيصة الثمن والتي يمكن أن تستغلها الدول في المهن الصغيرة، وعمالة مهرة، والتي يمكن تدمجها الدول في المهن التي تحتاج إلى مهارة عالية، وسيكون لها تأثير إيجابي على اقتصاد هذه الدول.
ولفتت الدراسة أما التأثيرات السلبية على الدول المتقدمة المستقبلة لهؤلاء المهاجرين، فتتمثل في تأثيرات ديمغرافية واجتماعية، إذ تؤدي الهجرة عمومًا إلى تغيير التركيبة الاجتماعية لكل من دول المهجر ودول المصدر، وتساعد الهجرة إلى حد كبير في تغيير الخريطة السكانية للمنطقة. كما تضيف الهجرة غير الشّرعيّة على المدى القصير ضغوطات على اقتصاد بعض الدول المتقدمة. فهي ترتّب أعباء على الموازنات العامّة لتلك الدول نتيجة تكاليف استقبال، وإيواء أو ترحيل المهاجرين، وتتراوح الكلفة الإجماليّة للمصاريف الأوّليّة خلال السّنة الأولى ما بين 8 و12 ألف يورو لكلّ طالب لجوء كذلك الحال على صعيد سوق العمل، إذ تمثل الهجرة غير النظامية أعباء إضافية على قوة العمل، تزداد معها فرص البطالة خصة في ظل معانة دول العالم المتقدم ومنها دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من معدلات مرتفعة من البطالة مستمرة منذ سنوات وتزايدت بشكل ملحوظ عقب تداعيات وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضحت الدراسة أنه بالإضافة إلى التحديات الأمنية التي تنشأ نتيجة تلك الهجرة، حيث إن جزءًا من الحوادث الإرهابيّة الّتي وقعت مؤخّرًا في أوروبا أرجعها العديد من الجهات إلى اشتراك مهاجرين بشكل غير شرعى من أفريقيا تعاونت مع جماعات إرهابية نتيجة تسلّل الإرهابيّين مع المهاجرين كما هو شائع، وهو ما يشير أيضًا إلى عدم اندماج المهاجرين الشّرعيّين في المجتمعات الأوروبّيّة