ناقش بودكاست “اسمع اقتصاد” على فضائية “أزهري” ملخص كتاب “التاريخ الاقتصادي العالمي.. نشاة الاقتصادات الكبرى وتطور الفكر الاقتصادي المعاصر”، للكاتب روبرت سي آلن، والذي يجيب على تساؤلات مثل: لماذا انطلق النمو الاقتصادي في أوروبا وليس في آسيا أو أفريقيا.. ولماذا ثمة هناك دول ثرية وأخرى فقيرة.. ولماذا تزداد تلك اللامساواة في العالم؟ وكيف بدات تلك الفجوة الاقتصادية الكبرى بين الدول الغنية والدول الفقيرة في الظهور؟
وأشار ملخص الكتاب إلى الماضي، حيث كانت الاختلافات بين الدول طفيفة حتى عام 1500 م، ولم تبدأ تلك الفجوة الكبرى التي نراها حاليا والتي قسمت العالم إلى دول غنية وأخرى فقيرة، في الظهور، إلا مع اكتشاف كرستوفر كولمبوس للأمريكتين، واكتشاف فاسكوا داجاما للهند.
ونتج عن ذلك ظهور العصر التجاري حيث كان يتم تصدير الفضة والسكر والتبغ من الأمريكتين إلى أوروبا واستيراد العبيد من أفريقيا، كما قامت آسيا بتصدير البهارات والمنسوجات والخزف الصيني إلى أوروبا التي قامت ببناء مستعمرات عديدة لها في المنطقتين كي تضمن الحصول على تلك السلع بشكل دائم وبمقابل زهيد.
واستمر ذلك العصر التجاري حتى عام 1800 م، ليبدأ بعدها التاريخ الاقتصادي في الدخول إلى مرحلة جديدة، كانت أوروبا في تلك المرحلة قد أصبحت بالفعل من أكثر القارات ثراء حيث أصبح الناتج الإجمالي لدخل الفرد في أوروبا يمثل ضعف نظيره في بقية العالم، وكان الاقتصاد
الهولندي هو أكثر الاقتصادات ازدهارا في العالم يليه الاقتصاد البريطاني، وأسهمت السياسات التي تبنتها دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تابعة لبريطانيا في ذلك الوقت في تحقيق التنمية الاقتصادية.
وتمثلت هذه السياسات في إلغاء التعريفة الداخلية بين مناطق الدولة الواحدة ووضع تعريفات خارجية لحماية صناعاتها من المنافسة الخارجية وتأسيس بنوك للاحتفاظ بثبات أسعار العملات وتوفير التعليم العام للارتقاء بمستوى القوى العاملة .