لا خلاف أبدا أن مصر أم الدنيا، ولاشك أنها لم تقف في وجه أحد مرة إلا من حاول الاعتداء عليها أو المساس بها وبأمنها وأمن أبنائها وتاريخها، فكانت له بالمرصاد، عبر التاريخ عُرفت بأنها قاهرة كل من تسول له نفسه بذلك، وأنا الحاضنة والآمنة بكل من يدخلها ويرغب في نعيمها ونعيم أمنها.
عبر التاريخ، احتضنت مصر ممالك وخلافات، ومماليك وأتراك، علماء وفنانين ومثقفين وأدباء، كانت الملاذ الآمن للعذراء وأرض السلام لآل بيت النبي، أرض سلام واطمئنان، للسوريين والعراقيين واليمنيين، حتى اليهود الذين سكنوها عقب الاحتلال، سلموا فيها من كل سوء وشر، الجميع نجح فيها واستثمر على طريقته، ولم يكن للمصريين إلا أن أكرموا ضيفهم خير الكرم والضيافة.
وحتى لا تذهب بعيدا، دعونا نتحدث في عهدنا هذا وتحديد خلال العقد الأخير، حيث انتشر السوريون والليبيون واليمنيون وحتى الهنود في مصر، وصنعوا استثمارهم، وغيرهم من الجاليات العربية والإفريقية، ونجحوا نجاحا مبهرا عل أرض المحروسة، وأخص بالذكر طبعا أخوتنا السوريين، الذين أصبحوا مثالا وقدوة وهدف لكل من يرغب ويبحث عن جودة منتج وجودة تعامل أكثر من أصحاب الأرض ذاتهم.
أما السودانيون، فمنذ أن وطأة أقدامهم مصر، وهناك حالة ذعر ولفظ غير مسبوقة، استياء كبير من وجودهم، على عكس تماما ما كان يُقال بأنهم الأشقاء الأقربون لمصر والمصريين، ظهرت مساوئهم سريعا، وتقريبا خلال ساعات دون مبالغة، وتعاملوا بما لا يليق بهم كضيوف، وأصبحوا ملفوظين تماما في المجتمع بسبب ما يقترفونه يوميا، حوادث بلطجة سودانية على أرض مصر، اعتداءات وقتل، تلاعب باقتصاد بعدما ادعوا فقرهم بسبب الحرب الأهلية على أرضهم.
انتهج السودانيون نهجا غريبا وسريع المفعول والانتشار في فرض نوع جديد من الاحتلال، وتعاملوا ببجاحة، ثم لما غضب شعب الأرض الأصليين، استشاطوا غضبا، وادّعوا الطيبة والغلب واتهموا الغاضبين منهم بالعنصرية، وهو أسلوب رخيص بات لم يجد حقيقة، لكن نحتاج فعلا بتدخل سريع لوقف ممارسات هؤلاء الاستيطانية، يطلبون استئجار المسكن بأسعار مضاعفة ليضمنوها، يتلاعبون باقتصاد البلد ويبتاعون المحلات بأسعار خيالية وغير حقيقية، يفرضون استيطانهم وسيطرتهم على مناطق كاملة كي تكون خاصة بهم وحدهم، يصنعون مجتمعات داخل المجتمع الأم حتى أنهم بنوا مدارس لأنفسهم وأسموا الشوارع باسمهم، يعاملون المصريين (المواطنين الأصليين) أبشع المعاملات ويتقاتلون على شراء السلع في مشاهد غريبة يرويها البعض، على عكس السوريين المرحب بهم وبوجودهم.
أوقفوا نهج السودانيين الاستيطاني في مصر، وليعلم الضيف أنه ضيف، له واجب الضيافة وعليه احترام المستضيف والالتزام بقواعده وأخلاقه، أن يعلم حدود ضيافته لينعم بكرم الضيافة، وإلا … .