محاولات خنق مصر والتأثير على مقدراتها مستمرة ولن تتوقف نتيجة تحالفات إقليمية كانت أو دولية، والأسباب معروفة تاريخيا كونها قلب العروبة النابض بالحياة ومحور ارتكاز الأمة، ومصدر قوتها وصلابتها، بل عزتها وشعلة تحررها وريادتها.
وتتعرض مصر هذه الأيام إلى حروب مضللة على طريقة ليّ الحقائق استنادا على معلومات مغلوطة، تنفيذا لخطط موضوعة فى محاولة لجرها إلى حروب ومنازعات في أكثر من مكان في آن واحد.
جنوبا تم رصد تحركات عسكرية لقوات إثيوبية، حيث تحركت صواريخ ومنظومات حرب إلكترونية إلى حدودها مع الصومال للتشويش على التحركات المصرية وعلى الأقمار الصناعية، وهذه المنظومة كانت إثيوبيا قد استوردتها من روسيا، وهذه المنظومة استخدمتها من قبل في الأراضي السورية بهدف التشويش على القوات الأمريكية وشل قدرتها في مراقبة تحركات القوات الروسية في سوريا.
ولم تكتف إثيوبيا بذلك، بل إنها قامت بتحريك منظومات دفاع جوي تجاه سد النهضة وبدأت بالدفع بمركبات عسكرية ثقيلة تجاه الحدود الصومالية ونشرت 3000 جندى بالقرب منها استعدادا لمعركة مع الصومال أو مع القوات المصرية الموجودة هناك.
المسألة لم تعد تتوقف على التحركات العسكرية فقط، بل انتقلت إلى الحرب الكلامية الحماسية واشتعلت السوشيال ميديا بالتصريحات الإثيوبية حول تحركات واسعة تجاه الشعب الصومالى ما ينذر بصدام وشيك مبني على استعراض إثيوبيا لقواتها المزعومة، متناسية أن مصر ذهبت إلى الصومال لأهداف عديدة أبعدها الحرب مع إثيوبيا.
وفي الشمال يواصل نتنياهو هجومه على مصر عبر تصريحاته العدائية مطلقاً الأكاذيب في محاولة بائسة لتحسين صورته بعد فشله الذريع في غزة، وإصابته بحالة هذيان خوفا من تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها بحق الفلسطينيين منذ انطلاق طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
المعتوه الإسرائيلي صاحب السجل الدموي يحاول توسيع بؤر الصراع بأي شكل لإطالة أمد الحرب في المنطقة، محاولا جر مصر إلى بؤرة الأحداث برفضه سحب قواته من محور فيلادلفيا بل ومحاولة الزج باسمها في إمداد حماس بالسلاح عبر الأنفاق التي أثبتت كل التقارير الاستخباراتية والمعلوماتية، بما فيها الجانب الإسرائيلي نفسه أنه تأكد بعد الفحص والبحث الفني أن هذه الأنفاق أغلقت تمامًا من الجانب المصري ولم تستخدم منذ أكثر من سبع سنوات.
القناة الـ12 الإسرائيلية أعلنت في خبر عاجل لها ويعد فضيحة كبرى لنتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي تفاجأ من إغلاق جميع أنفاق محور فيلادلفيا من الجانب المصري، كما أعلنت أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تطوير صناعتها العسكرية بعيدا عن محور فيلادلفيا وأنشأت مصانع تحت الأرض لإنتاج الأسلحة.
باختصار.. ما تتعرض له مصر من مؤامرات أبي أحمد الإثيوبى وأكاذيب نتنياهو الصهيوني، في ظل التطورات المتصاعدة في المنطقة جميعها في النهاية ترتبط في مشكاة واحدة يقبع خلفها عدو واحد فقط استطاع أن يجد له مكانا بين أمتنا ليفرق جمعنا ويشتت وحدتنا مستميلا بعض إخوة يوسف بين الترغيب والترهيب.
الشرق الأوسط قاب قوسين أو أدنى من كارثة محققة تهدد الاستقرار في المنطقة وتزعزع السلام والأمن في العالم أجمع، وربما تدفع ثمنها الإنسانية جمعاء.
مصر تحملت الكثير وسوف تدافع عن حقها فى الحياة.