ورد على لسان الشيخ أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: “إذا رأيت واحدًا من علماء الحديث ومن رجاله كأني رأيت واحدًا من أصحاب رسول الله”، وهذا رد بالغ على من يتهم من يقبل علماء الدين والمشايخ الكرام بأنه بقصد التقرب والتوسل والتذلل، حاشا لله.
وصرح الشافعية باستحباب تقبيل يد العالم الورع، وكذلك كل صور الإجلال له ولغيره من أصحاب الفضيلة، يقول النووي: “المختار استحباب إكرام الداخل بالقيام له إن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم، أو صلاح، أو شرف، أو ولاية، مع صيانة، أو له حرمة بولاية، أو نحوها، ويكون هذا القيام؛ للإكرام لا للرياء والإعظام، وعلى هذا استمر عمل السلف للأمة وخلفها (الرابعة): “يستحب تقبيل يد الرجل الصالح، والزاهد، والعالم، ونحوهم من أهل الآخرة، وأما تقبيل يده لغناه، ودنياه، وشوكته، ووجاهته عند أهل الدنيا بالدنيا، ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة، وقال المتولي: لا يجوز، فأشار إلى تحريمه، وتقبيل رأسه ورجله كيده.
يرى مريض النفس، أن تقبيل يد العلماء والصالحين، أنه فعلٌ دنيء، بينما يرى سليم النفس أنه فعلٌ ومظهر من مظاهر الآداب الإسلامية في احترام أهل الفضل والتقى، وليس فيه غضاضة على الإطلاق، طالما أنه لم يكن معتادًا، وليس في النفس ثمة أمر من أفعال الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء.
وصرح الأحناف أيضا بجواز تقبيل يد العالم الصالح على سبيل التبرك والكرامة، فيقول الحصفكي الحنفي: ولا بأس بتقبيل يد الرجل (العالم)، والمتورع على سبيل التبرك، ونقل المصنف عن الجامع أنه لا بأس بتقبيل يد الحاكم والمتدين (السلطان العادل)، وقال ابن نجيم: “وتقبيل يد العالم والسلطان العادل لا بأس به”؛ لما روي عن سفيان أنه قال: “تقبيل يد العالم والسلطان العادل سنة”.
أيضا الحنابلة صرحوا بجواز تقبيل يد العالم والسلطان، فيقول المحقق الحنبلي ابن مفلح: “أما تقبيل يد العالم والكريم لرفده، والسيد لسلطانه فجائز”.
ما يتحدث عنه السياسي هشام قاسم وهو ليس متخصص في الدين، بأن تقبيل يد الدكتور أسامة الأزهري من قبل المحبين والأئمة، الذين هم أدرى بالدين حلاله وحرامه وأحكامه منه، بأنه مشهد دنيء، يحتاج إلى وقفة مع النفس، يحتاج إلى مراجعة أمام المرآة، فالدين ليس مجال للمعارضة وإن كان مجالا للتفكير والتدبر، فهو أيضا لا يسمح بالتجاوز دون علم، ولم يطلب أحد منك يا سيد هشام فعلا أو إكراهك عليه.
وبخصوص هذا، هذه رسالتي العاجلة للأستاذ هشام قاسم:
سيد هشام هذه ليست سياسة وما بها من مكائد، وليست ملفات تتقبل رأيك المعارض على طول الخط، على الرغم من مواقفك المعروفة، بمهاجمة الدولة والخروج عبر شاشات قنوات الإخوان والتطبيع معهم ومع أفكارهم التي أودعتك السجن 6 أشهر، سيد هشام هذا ليس مجالا للعناد الذي اعتدته بدعوى الحرية وحقوق الإنسان وهذه الأشياء التي يُساء استخدامها لخدمة أغراض معينة وحاجات في نفوسكم.
سيد هشام علماء ورموز الدين والدين خط أحمر، بل خطوط حمراء، لن تنال منها الأفكار السامة ولا التوجهات الهدامة ولن يسمح بها ولن يقبل بوجودها مهما كان، وتحت أي مسمى، استقيموا يرحمكم الله، ولا تخلطوا الدين بالسياسة، ولا تجعلوها حُجّةً لتناولوا ممن تكرهون.
لقراءة جميع مقالات الكاتب اضغط هنــا