عمر كمال.. تصدر اسم مطرب المهرجانات الشهير عمر كمال محركات البحث الشهيرة ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما طلب فتوى حول حكم الشرع في الغناء، ورأي الشرع في المال المكتسب منه، حسم الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الجدل الدائر مؤخرا بين الشيوخ وصفحات التواصل الاجتماعي.
في هذه السطور، يتناول موقع الصورة الحقيقية تفاصيل أزمة الفنان عمر كمال.
أرباح عمر كمال من الغناء.. حلال أم حرام؟
يعيش عمر كمال حالة من التوتر والاضطراب، بسبب موجة الانتقادات الموجهة له بشأن أرباحه من الغناء، هل هي حلال أم حرام، مطالبًا الأزهر الشريف بالرد عليه لحسم الأمر.
وقال عمر كمال في مقطع فيديو نشره على حسابه في فيسبوك: “أظن إن ربنا كرمني عشان علاقتي بربنا جيدة، لكني تعبت نفسياً من كلام الناس، وعايز حد من الأزهر يرد عليَ”.
وأضاف قائلاً: “عندما أعمل أي خير أو أساعد أحد، يخرج بعض الناس ينتقدوني ويقولوا لي “الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، لذلك دائماً أسأل نفسي ما الشيء الذي أفعله خطأ؟! فأنا أغني في فرح وبفرح الناس”.
وتابع المطرب المصري: “أنا أساعد أي شخص يلجأ لي، وأي إنسان يطلب مني شيء، ولله، أفعل معه ما استطيع أن أفعله.. وهناك أشخاص يقولون لي: ما هو الشيء الذي نجحت فيه وتتفاخر به؟! وأنا أقول لهم أنني متحمل مسؤولية 50 فردا هم أعضاء فرقتي، هذا بجانب أهلي”.
وأكمل: “أساعد كذلك من يحتاج علاج من أفراد الفرقة. وأوجه الآن سؤلاً لمن يهاجمني وأقول له: أنت عملت إيه؟! هتقولي فلوسك حرام، أنا بساعد بيها!”.
وأوضح عمر كمال قائلاً: “أنا عايز شيخ من الأزهر يقول لي أنا صح ولا غلط. لو أنا غلط أبطل أعمل خير. أنا تعبت نفسياً؟ بيقولوا: أنت مش هيتقبل منك عشان فلوسك حرام.. يا رب كل واحد في المجتمع يبقى زي عمر كمال يشيل الناس، مكنش هيبقى فيه فقير”.
الحلال بيّن والحرام بيّن
خلال مداخلة هاتفية في برنامج «حضرة المواطن» الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد على على فضائية «الحدث اليوم»، يشير الشيخ مظهر شاهين إلى أن مسألة المال الحلال والحرام واضحة ولا تحتاج إلى فتوى أو استفتاء، مؤكدًا: «الحلال بين والحرام بين، وطالما أن هناك شبهة في المال الذي يحصل عليه المسلم، فهو مال حرام»، لافتًا إلى أن «الأموال التي دخلت لحساب عمر كمال قد تكون خليطًا من الحلال والحرام، نظرًا لأنه قدم أغاني غير لائقة مصحوبة بفيديوهات تحتوي على رقص وعري، مما يجعل المال المكتسب من هذه الأعمال مشبوهًا وغير مقبول شرعاً».
وأكد «شاهين» أن من يقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، مستشهداً بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ»، موضحاً أن الصدقة من الأموال المكتسبة من عمل غير طيب لا يقبلها الله، ولن يحصل الشخص على ثوابها.
النية الخالصة حكمًا
من جانبه، أكد العالم الأزهري الدكتور أسامة قابيل أن التصريحات التي أدلى بها الفنان عمر كمال تعكس حالة من التوتر النفسي التي يشعر بها بعض الفنانين في المجتمع، خاصة عندما يتعرضون لملاحظات سلبية حول مصدر رزقهم.
وقال قابيل: “إن الله سبحانه وتعالى هو العليم بقلوب العباد ونواياهم، وعندما نتحدث عن أعمال الخير، فإننا يجب أن نركز على النية وراء هذه الأعمال، والأعمال لا تُقبل أو تُرد بناءً على ما يقوله الآخرون، بل تُقبل على أساس النية الخالصة لله”.
وأضاف: “إذا كان الشخص يسعى لمساعدة الآخرين ويدعم الفقراء والمحتاجين، فالأولى أن نتعامل مع تلك النوايا بإيجابية، وأن نكون مشجعين له في أعماله الخيرية، بدلاً من نقده. والتمسك بالقيم النبيلة ومساعدة الآخرين هو من صميم تعاليم ديننا، بغض النظر عن المهنة التي يمارسها الفرد”.
وتابع: “أقول لعمر كمال وكل من يشعر بمثل هذه الضغوط: اعملوا الخير، وتوكلوا على الله، فالنية الصادقة والعمل الطيب لن يذهب سدى، عليكم أن تظلوا مخلصين فيما تقومون به، وأن تدركوا أن النقد يجب أن يكون بناءً، وليس هدماً”.
في تصريحات خاصة لمصراوي، أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء الدكتور هشام ربيع أن التكسب من أي مهنة نابع من كون المهنة حلال أم حرام، لافتا إلى أن الغناء -كمهنة- هو في حقيقته كلام، فالحسن منه الذي لا يتعارض مع الأخلاق حلال، والقبيح منه الذي يتعارض معها حرام.
وعلى ذلك -يقول ربيع- فلو اكتسب الشخص من مهنته الحلال وأنفق، فنفقته مقبولة، وصدقته مثاب عليها.. والله أعلم.