كشف الكاتب الصحفي محمود سليم، الباحث المتخصص في شؤون جماعات الإسلام السياسي، النقاب عن شخصية أحمد الشرع، الذي يُعد أحد أبرز الوجوه في المشهد السوري المعقد، مشيرًا إلى ازدواجية خطاب الشرع وسعيه لتسويق صورة مغايرة عن حقيقة أفكاره المتطرفة.
أوضح سليم، أن ظهور أحمد الشرع بالبدلة الرسمية في لقاءاته مع ممثلي الدول الإقليمية والدولية ليس إلا محاولة متعمدة لتصدير صورة “مدنية” توحي بانفتاحه على التعددية الطائفية والتعايش السلمي، مضيفا أن هذه الصورة تهدف إلى كسب الدعم السياسي والمالي من الأطراف الدولية، بينما يظل متشبثًا بأفكار إيديولوجية متطرفة تضع العراقيل أمام أي مشروع وطني شامل لإنقاذ سوريا.
وأكد الباحث أن أحمد الشرع يعتمد استراتيجية مزدوجة، إذ يقدم نفسه كرجل دولة يسعى لبناء وطن يتسع للجميع، بينما يواصل في الوقت ذاته تمسكه بمنظومة فكرية تتناقض مع قيم الديمقراطية والمواطنة. قائلا: “ما يظهر في العلن ليس سوى قناع، إذ يعمل الشرع خلف الكواليس على تعزيز الخطاب الطائفي والإقصائي الذي يخدم أجندة جماعته المتطرفة”.
وأشار سليم إلى أن لقاءات الشرع مع ممثلي الدول الإقليمية والدولية تهدف بالأساس إلى تحسين صورته أمام الرأي العام العالمي وتجاوز النظرة السلبية المرتبطة بجماعات الإسلام السياسي، لافتا إلى أن هذه المحاولات غالبًا ما تكون مدفوعة برغبة في الحصول على اعتراف سياسي أو مكاسب اقتصادية، دون أي التزام حقيقي بالمبادئ التي يدّعي تبنيها.
وحذر سليم من مغبة استجابة المجتمع الدولي لهذه الصورة التي يحاول الشرع تصديرها، مشددًا على أن التجارب السابقة أثبتت أن مثل هذه الشخصيات تفتقر إلى المصداقية وتستغل الدعم الدولي لتحقيق أهدافها الضيقة، قائلا: “المجتمع الدولي مطالب بعدم الانخداع بالمظاهر والشعارات، والتأكد من جدية أي التزام تجاه القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
ودعا سليم إلى فضح ازدواجية خطاب أحمد الشرع والكشف عن تناقضاته أمام الرأي العام، مؤكدًا أن سوريا تحتاج إلى قيادات حقيقية تؤمن فعليًا بالتعددية والعدالة الاجتماعية، قائلا: “لا يمكن بناء دولة حديثة في سوريا بوجود شخصيات تتلون حسب الموقف، وتجمع بين البدلة المدنية في العلن والخطاب المتطرف في السر”.
وأكد الباحث أن الحل يبدأ من الداخل السوري، حيث يجب أن يتمسك السوريون بمبادئ التعايش والتعددية، دون السماح لهذه الأجندات المتطرفة بعرقلة مسار السلام والتنمية.