القيل والقال… في البداية اسمحوا لي أن اتحدث إليكم بالعامية البسيطة.
“أوقات كتير ناس تتكلم عليك في ضهرك بكلام يضايقك و يزعلك و يؤذيك والكلام ده لما يوصلك بتحزن و قلبك يوجعك و تبقى بتغلي من جواك وهما بعد ما خلصوا كلام عليك بيضحكوا ومكملين حياتهم عادي ولا فارق معاهم.. نسيوك أصلًا.. وجابوا سيرة غيرك. و غيرك . ومش هيبطلوا حتى لو وصلهم إنك عارف إنهم بيتكلموا عليك لأن ده طبعهم.. و الموقف ده حصل معايا أنا شخصيا و هذا ما جعلني اكتب هذا المقال: “كيف احافظ علي سلامة قلبي و نفسي من اثر الكلام الخبيث الذي يقال وراء ظهورنا ؟
في عند سماع كلام او كلمة او قولاً مؤذياً وجارحاً من وراء ظهرك او في غيابك من قريب أو بعيد او زميل او صديق او شخصا كنت تظنه حبيب
يقع بالقلب ألم ويحدث في النفس خدوش ..
فإذا سكت عنها وتجاوزت عنها اصبحت حليما ،، واذا عفوت عنها اصبحت عفوا .. و اذا كظمت غيظك اصبحت قويا .
ولكن ..
كيف أتجنب هذا الاذي الألم ؟
والأهم كيف أحافظ على القلب من شرور تلك الكلمات المؤذية، لكي لا يصيب القلب مرض مثل الكره او الغل او الحقد أو الإصابة
بمرض جسدي أو نفسي او عصبي .
فرأيت القرآن الكريم يصف لنا الوقاية التي نحتاجها و نبحث عنها في قوله تعالي
﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ. فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ﴾
و قوله
﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ الغُروبِ﴾
ف لو لاحظنا الأمر بعد كلمة ( يقولون ) أي عند سماع الكلام المؤذي ياتي فورا الامر بالتسبيح وكأن التسبيح يقي و يصلح القلب و النفس من أي أذي يسببه هذا الكلام الذي يخرج من السنة خبيثة . في سلامة القلب امر مهم وليس وقاية فحسب ، بل يورثك رضا تشعر به و يستقر في قلبك
فا والله لو طبقنا هذه الآيات في حياتتنا اليوميه
لا ارحنا قلوبنا ونفوسنا .
و لكن للاسف الشديد بعض الاشخاص لا تعرف قيمة وخطورة الكلمة و الكلام المؤذي
و نسوا ان الكلمة امانة مثل ما احد يقول على فلان ده كذا وكذا و يصفه بهذا و ذاك
او يتفاخر و يقول
“أنا رميتلو كلمة”مش هتخليه علي بعضه . طيب هل انت تعرف الكلمة دي عملت فيه ايه او اتسببت له في ايه او ممكن تكون اثرت عليه بايه او ممكن يكون يومه بقي شكله ايه بسبب كلمتك !!
و عندما حدث معي هذا الموقف و وصلني الكلام الذي تحدث بيه احدهم عني من وراء ظهري تيقنت ان من يفعل هذه الافعال و يتكلم في غياب الناس و يلقح علي الناس بكلمات مؤذية و جارحة ما هو الا شخص مريض و جبان و قبله ملئ بالأذي و الحقد .
و تذكرت قصيدة عبدالرحمن الشرقاوي و الحوار
الذي دار بين الوليد والحسين عليه السلام
حين قال
الحسين : أتعرف ما معنى الكلمة…؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة
زاد مذخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
بعض الكلمات قلاع شامخة
يعتصم بها النبل البشرى
الكلمة فرقان بين نبي وبغى
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة
عيسى ما كان سوى كلمة
أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم !
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية
إن الرجل هو الكلمة
شرف الرجل هو الكلمة
شرف الله هو الكلمة ( عبدالرحمن الشرقاوي)
تحياتي لكل إنسان يقدر ويحترم قيمة الكلمة
و اتذكر الحديث الشريف
(إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال) رواه البخاري
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يسعدكم في حياتكم، ويُسعدنا جميعنا بطاعتنا لربنا تبارك وتعالى.