اليوم.. انكشف النقاب عن مجرم جديد بوجه بائس تبدو عليه كل علامات الغضب، يتلفظ كذبا وبهتانا من بين شفتيه، هذا الـ أحمد المنصور، الذي يقف إلى جانب الإرهابي الجولاني أو أحمد الشرع أيا كان اسمه.
الحقيقة لا أعرف ماذا يعني وجود ٣ مصريين في حكومة الجولاني في سوريا، وما علاقة أجانب بالحكم في دمشق، اعتقد اعتقادا إلى حد اليقين أن الإرهاب لا وطن ولا دين له، وهذا ليس مجرد سلوجن إعلامي أو شعار سياسي يتردد.
وليس غريبا أن تظهر تصريحات أحمد المنصور في نفس التوقيت الذي انطلقت فيه دعوات وأبواق جماعة الإخوان الإرهابية بالشائعات والأكاذيب للنيل من الدولة المصرية التي مازالت تحافظ على قوتها وتماسكها في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات وحروب تهدد أمن الجميع.
يهاجم أحمد المنصور الدولة المصرية من موقعه الجديد جانب الجولاني، ويظهر في الخليفة حازم أبو إسماعيل، وهو الأب الروحي لتيار “حازمون” الذي سافر أغلب أعضائه إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد، مهددًا بتصعيد عسكري من سوريا نحو المحروسة، معلنا تأسيس حركة ثوار 25 يناير وهي جماعة مسلحة محرضا على المظاهرات في مصر.
والمنصور من مواليد الإسكندرية، ينحدر في الأصل من محافظة سوهاج في صعيد مصر.. درس في الأزهر ثم التحق بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية، وبعد تخرجه في فترة ما قبل ثورة 25 يناير 2011، انخرط في التنظيمات المتطرفة “حركة حازمون” التي كانت تمثل أحد أجنحة تيار الإسلام السياسي المتشدد، وشارك في اعتصام رابعة العدوية والنهضة في 2013، والذي شهد موجها من العنف بعد فض الاعتصام من قبل السلطات المصرية، ثم غادر إلى سوريا وانضم إلى “جيش الفتح” الإسلامي الذي كان يشكل تحالفا من الجماعات المتطرفة والإرهاب ضد نظام بشار الأسد، والتحق بهيئة تحرير الشام الإرهابية بقيادة أبو محمد الجولاني.
هذا التاريخ الحافل بالجرائم والتطرف، سوّل لـ المنصور أن يفكر في تهديد مصر، زاعما “إسقاط الدولة المصرية”بواسطة العناصر المتشددة، متناسيا أن هذه هي القاهرة، قاهرة كل عدو، طاردة كل معتدٍ، مقبرة كل غازٍ، فيها هُزم الهكسوس والمغول، وطردت الحملة الفرنسية، وانتصرت على العدوان الثلاثي والاحتلال البريطاني، وقهرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، لفظ حضنها شياطين الإنس من المتطرفين، وضعاف النفوس الذين سولت لهم مطامعهم بيع وطنهم من أجل حفنة من المال أو منصب، ما تربص بها متربص إلا وجعل الله كيده في نحره، والبداية كانت بتنصل أهله – أبويه – منه ومن أفعاله.
بالنظر في صفحات التاريخ، لم تكن أرضها أبدا حاضنة إلا المخلصين لها، أما المجرمون فلم يستطيعوا أبدا أن يستنشقوا هوائها الذكي الذي كان لرئتهم كسموم تفتك بهم.
وبالنظر في التاريخ الحديث، ستجد أن كل من تطرف فكره ومبادئه، وكانت له أهدافه الخبيثة، لم يرتح باله أبدا إلا في الخارج، ولم ينشط عقله المسموم بالمكائد والإرهاب إلى في بيئة تعيش فيها الخنازير والثعابين والحيات، جميعهم لم يخرجوا ألسنتهم ولم تتحرك أذرعهم إلا في هذه الأماكن.
في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وبريطانيا وتركيا وقطر، كان ملاذهم الآمنة في التخطيط والإفساد، ونجحوا في إفساد بعضها واحتلوها رغما عن شعبها بدعوى الحرية والثورات وبناء المستقبل وشعاراتهم المعتادة التي يتخذونها ستارا لجرائمهم وإرهابهم، فعشماوي الفاشل ذهب إلى ليبيا، والبغدادي استوطن العراق، ورجال تنظيم القاعدة سكنوا الجبال مع المطاريد، ولم تفلح الأجهزة الداعمة لهم أن يمكنوهم من مصر وترابها، بفضل وعي شعب المحروسة وتلاحمهم واصطفافهم الوطني وتماسكهم إلى جانب قيادتهم ودولتهم، وستبقى إلى أبد الآبدين، وفيها ستكون نهاية أتباع الجولاني وأمثال المنصور.