اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. يبدأ اليوم الأحد 19 يناير 2025، سريان الوقت الفعلي لبدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حسب الوقت المقرر من الوسطاء (مصر – أمريكا – قطر).
تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
بعد نحو 470 يومًا، يبدأ صباح اليوم اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي جاء بوساطة دولية، إلى إنهاء العمليات العسكرية وتبادل للرهائن وإدخال للمساعدات على غزة، وسط أجواء من الترقب والحذر بشأن التزام الأطراف ببنوده – حيز التنفيذ.
منذ عام 1948 لم تر الأراضي الفلسطينية المحتلة نور الشمس حتى يومنا هذا، لكنها كل لحظة تسبح في قطرات الدماء المتساقطة من أعين الأطفال، جراء فزع جديد على يد قات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة.
هناك، يستيقظ الفلسطينيون على أصوات الانفجارات والصواريخ وأخبار الاستشهاد والإصابة، بدلًا من الاستيقاظ على أصوات المنبهات وأخبار التنمية والبناء.
ليستبدلوا المنبهات بأصوات الانفجارات المرعبة، إذ أصبح الخوف يعانق كل دقيقة جديدة ينتظرونها، فتلك المشاهد جسدتها رصاصات وقنابل الاحتلال منذ بدء عملية السيوف الحديدية إلى أن تم التوصل إلى هدنة لـ وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتضمن انسحاب القوات المسلحة من شمال غزة وعودة النازحين إلى منازلهم وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الكيان الصهيوني وحماس، وإعادة إعمار القطاع مرة أخرى، وضمان تسهيل وسرعة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لإنقاذ أهالي غزة من الإبادة الجماعية من الجوع والمرض والإصابة.
تبادل الأسرى والمحتجزين
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب أمس، إنه يستعد لتطبيق اتفاق إعادة المختطفات والمختطفين وفق ما صادق عليه الليلة الماضية المستوى السياسي، سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ اليوم الأحد في تمام الساعة 8:30، وبعد ساعات من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، سيتم إطلاق سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين لم يعرف إن كانوا أحياء أو أموات من أصل 33 ضمن المرحلة الأولى مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.
إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
ذكرت القناة «12» الإسرائيلية أن تسليم أول دفعة سيكون يوم الأحد الساعة الرابعة عصرا بتوقيت إسرائيل، فيما سيشهد اليوم السابع الإفراج عن 4 آخرين، يليه الإفراج عن 3 محتجزين إسرائيليين في كل يوم من الأيام الـ14 و21 و28 و35 من بدء الاتفاق، أما الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى سيتم الإفراج فيه عن 14 محتجزا.
وقف العمليات العسكرية
قال مصدر في حماس في تصريحات إن العمليات العسكرية ستتوقف بين الجانبين، بالإضافة لوقف النشاط الجوي الإسرائيلي لضمان حرية الحركة لجمع المحتجزين الأحياء والجثث، وذلك لمدة 12 ساعة يوميا خلال أيام إطلاق سراحهم، وتابع أنه «بالنسبة للأيام التي لا تشهد إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين من قطاع غزة، ستوقف إسرائيل نشاطها الجوي كليا لمدة 10 ساعات»، مشيرا إلى أن هناك هدوءا ميدانيا محدودا ومؤقتا من الطرفين كان قد بدأ عصر أمس لتمكين حماس والفصائل الفلسطينية من إتمام حصر الدفعة الأولى من المحتجزين الإسرائيليين.
ولم يعرف طريقة إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين أو الأسرى الفلسطينيين، علما بأن المهمة تولتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اتفاق الهدنة الأول في نوفمبر 2023، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان مساء أمس أنها تستعد لتنفيذ عملية دقيقة” تتضمن إطلاق سراح رهائن ومعتقلين وتسهيل نقلهم، وتكثيف الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة.
أسماء الأسرى المفرج عنهم في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تشمل الأعمال التحضيرية كل الجوانب بدءا بالتفاصيل اللوجستية الخاصة بالنقل وزيادة عدد الطواقم وتوزيع الإمدادات اللازمة ورفع جهوزية الفرق ممن سيستقبلون الأشخاص الذين سيُطلق سراحهم بمن فيهم الأطباء وفقًا لتخطيط أمني دقيق، بحسب البيان.
ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء 735 أسيرا فلسطينيا غالبيتهم من الضفة الغربية والقدس، فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية السبت أن إسرائيل ستفرج خلال المرحلة الأولى عن أكثر من 1890 أسيرا فلسطينيا.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية إن القائمة بها خللا واضحا، حيث تضمنت أسماء أسرى أفرج عنهم سابقا، وتعليقا على ذلك، قال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس في بيان إن آلية الإفراج عن الأسرى ترتبط بعدد أسرى إسرائيل المنوي الإفراج عنهم وضمن أي فئة منهم، وهي عملية ستمتد طيلة فترة المرحلة الأولى من الاتفاق الممتدة لستة أسابيع.
وذكر البيان أن نشر قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين سيتم قبل كل يوم تبادل وضمن آلية متفق عليها في بنود وقف إطلاق النار، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
إسرائيل تشترط استلام أسراها لتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس السبت، إن بلاده لن تمضي قدما في تنفيذ اتفاق غزة قبل تسلم قائمة بأسماء الرهائن المقرر إطلاق سراحهم.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري لـ«شينخوا» إن الأسرى المنوي إطلاق سراحهم هم من الضفة الغربية وغزة ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، وتابع الزغاري أن الأسرى من سكان الضفة الغربية سيتم تجميعهم من كافة السجون في سجن «عوفر العسكري» غرب مدينة رام الله، لافتا إلى إعلان حالة من الاستنفار في كافة المستشفيات بالضفة لاستقبال الأسرى وتقديم العلاج لمن هم بحاجة له.
وبشأن أسرى غزة، قال الزغاري «سيتم تجميع المقرر الإفراج عنهم في سجن عسقلان جنوب إسرائيل، ليتم ترحيلهم إلى غزة بشكل مباشر»، ولم يصدر أي تعقيب من قبل الجهات المختصة في غزة حول أي ترتيبات بشأن استقبال الأسرى. بموازاة ذلك، أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن إسرائيل ستقوم بترحيل عدد من الأسرى الفلسطينيين إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
ولن يسمح بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم في شمال قطاع غزة منذ اليوم الأول حسب الاتفاق، وإنما بعد مرور أسبوع من تاريخه عبر شارع الرشيد على شاطىء بحر غزة، ووفق مؤسسات حقوقية فلسطينية تحتجز إسرائيل حاليا 10 آلاف و400 فلسطيني، بينهم 600 محكومين بالسجن المؤبد.