لا أرى في كلمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى الأردن ومصر ثقة.. لكن أراها حقيقة كلمات جنونية أو غطرسة ربما، ربما أكون مخطئا، لكن المؤكد لدى دونالد اعتقاد خاطئ أو يتردد على لسانه اعتقاد خاطئ، بأن العرب ليسوا أحرارًا ولا من حقهم تحقيق مصيرهم، ولا هم شعوب تمتلك حق تقرير المصير، مخالفا الجنرال المصري “عرابي” في قولته الشهيرة: “لقد خلقنا الله أحرار”.
يتصور “ترامب” أنه لم تخلق الديمقراطية لأجل العرب وأبنائهم، يراهم تابعين فقط لا غير، عليهم تنفيذ الأوامر، مستندًا في هذا إلى ما يعرف باتفاقية “سايكس بيكو” التي قسمت الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا باشتراك من روسيا وإيطاليا، متناسيا أو ربما لم يقرأ التاريخ جيدا بأن ترسيم الحدود موجود وقائم منذ آلاف السنين، وإلا ماكنت تعرف الممالك كمملكة معين وغيرها فيما قبل التاريخ والتاريخ القديم.
ما يحدث الآن قطعا وقولا واحدًا، ليس مسؤولية ترامب وحده، أو خطأ الإسرائـ..يلين الذي لا يغتفر، ولا صمت الغربيين المتخاذل، خاصة وأننا ندرك جيدا أن هذا المجنون يقول ويفعل، بما يؤكد أن ما يحدث هو نتاج تفكك العرب وتفتتهم، حتى أصبحوا غير قادرين على تحديد مصيرهم بالفعل، فما كان بينهم إلا محتل أرضا أو قرارا، أو تابع مطبع، أو صامد بمفرده مضطرا لأن يدافع عن الجميع لا عن نفسه فقط كـ “مصر الكبيرة”، التي تمسك بيدها آلة التنبيه، محاولة إيقاظ من حولها حفاظا على نفسها وعلى الجميع، بشرف وأمانة ووطنية وإخلاص.
لدي يقين راسخ، أن مصر لم ولن تستسلم لضغوط ترامب أو غيره، لن تحيد عن مبادئها أبدا، ولن تبيع تاريخها، ولن تتنازل عن شرفها وعرضها، لكنها حتما تحتاج إلى التفكير في بدائل طوال الوقت، وتضع خطط واستراتيجيات لا حدود لها، فلا أحد ولا شيء مضمون، وبالنسبة لـ “ترامب” فإن لم يتحد العالم وليس العرب فقط؛ لردعه، فستلحق لعنة جنونه وخبل شيطانه بالجميع، أوروبا وآسيا وإفريقيا، الجميع سيضار.
السادة قادة العالم، ابحثوا عن أنماط جديدة تمكنكم من صنع حائط صد ضد الترامب، الذي يتحدث عن ضم كندا وتهجير الفلسطينيين، وشراء العرب بلا ثمن، وتهديد الصين، الترامب الذي ظهر مع من لا عقل له “النتنياهو” وكانت رسائلهم للجميع أن العالم سيحترق بأيديهم، غير مبالين بأحد، كأنهن من رحم واحد.
أما مصر فلا خوف عليها، فالتاريخ شاهد والجميع يعلمه، مصر التي هزمت الهكسوس وقهرت التتار وانتصرت على العدوان الثلاثي وحطمت الجيش الإسرائيلي وذلت من خلفه، قادرة على حماية نفسها، شعبها شعب وطني من الدرجة الأولى، وقت الحرب الكل جيش، الجميع خلف القيادة السياسية والدولة المصرية، اصطفاف وتلاحم وطني وتماسك مجتمعي لا يضاهيه تماسك في مجتمع آخر، شعب لا يقبل الظلم ولا يرضى به، ولن يرضى بالتهجير وضياع حق أشقائه الفلسطينيين الذين حزنوا لحزنهم وتألموا لجرحهم، واقتطعوا من قوتهم لمساعدتهم في مواجهة قوات النتنياهو هذا، شعب تمثل ف رجل واحد وبعث برسالة واحدة لترامب بمشهد عالمي، طوى الأرض ليقف ويصطف قبل جيشه على الحدود ردا على تصريحات ترامب وإملاءاته.