محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، فاجأ الجميع بتغير منظومة التعليم وشهادة البكالوريا، وأصدر قراراته بأن تكون “التربية الدينية” مادة أساسية تضاف للمجموع، ليتحول التعليم إلى حقول تجارب، وكل يوم فى شأن دون وجود استراتيجية ثابتة.
أصبح التعليم ينافس اتحاد الكرة فى التجريب والفشل وعدم وجود منظومة شاملة وثابتة، وهنا فتح الحوار لمنظومة التربية والتعليم وكشف العوار الذى تشهده التربية أولا ثم التعليم ثانيا، للوصول لحقيقة المرض، فقد أصبح المعتاد أن نرى سلوكيات مرفوضة من الشباب والفتيات، وهذا يرجع إلى ما اشتركنا فيه جميعا من مواطنين ووزارة التربية والتعليم بتشجيع الدروس الخصوصية (تعليم الشوارع)، وإن كان اللفظ صعب لكن تلك الحقيقة، فالطلاب يتواجدون فى الشوارع طوال اليوم لتلقى الدروس الخصوصية والانتقال من درس لدرس عبر دروب الشوارع والحواري، دون رقابة من الأسرة على أماكن تلقى الدروس ومتابعة حضورهم وانصرافهم، بل إن البعض يصرف مقابل الدروس فى الكافيهات دون أن يحضر درس واحد.
غياب الطلاب عن المدارس بل هجرتهم لمحراب التربية والتعليم أو تهجيرهم من المدارس كلنا شركاء فيه، بداية من الأسرة التى تبحث عن الدروس قبل بداية موعد الدراسة بشهور بحجز الدروس فى مايو قبل نهاية العام الدراسي للعام الدراسى الجديد المزعم أن يبدأ فى منتصف أكتوبر، ومرورًا بالمدرسة التي كانت للأجيال السابقة مكان للتربية والتعليم كون التربية مفضلة على التعليم، واكتساب الطلاب الالتزام بالحضور والانصراف بأن يستقيظ مبكرا للذهاب ويعود لبيته فى وقت محدد، ويكتسب الطلاب الانضباط بحضورهم طابور الصباح، هذا الطابور الذى يكتشف كثير من مهارات ونبوغ الطلاب من خلال الإذاعة المدرسية سواء الإلقاء أو تلاوة القرآن أو الحصول على المعلومات والتنافس من خلال المسابقات، ناهيك عن إظهار الرموز المميزة من الطلاب خلال تكريمهم فى الطابور ، وقبل ذلك الشعور بالوطنية من خلال تحية العلم وترديد النشيد الوطنى ،بل يكتسب الطلاب العديد من المهارات التربوية والسلوكية والتى تأتى بثمارها فى المستقبل.
ناهيك عن اكتشاف العديد من المهارات سواء فنية من خلال حصص التربية الفنية والتربية الموسيقة وباقى الأنشطة التربوية التى يدرسها الطلاب، وكذا اكتشاف المواهب الرياضية بكل صورها، واكتشاف النبوغ العلمى من خلال المسابقات العلمية والنبوغ الأدبى من خلال المسابقات الأدبية والشعرية.
كثير من السلوكيات كان يكتسبها الطلاب بحضورهم للمدارس وعدم هجرها كما هو الآن.
كل ما سبق لا يراه الطلاب فى الدروس الخصوصية، بل يكتسبون سلوكيات مرفوضة من خلال تواجدهم بالشوارع، ومخالطة العديد من السلوكيات المرفوضة والتى ظهرت حاليا وسط أجيال كثيرة بسبب من تمرد وتنمر وألفاظ وسلوكيات تظهر عليهم ويرفضها المجتمع، بل تعانى منها الأسر بسبب المخالطة المرفوضة من قبل الأسر وتعانى منها بسبب عدم الرقابة والتى تظهر على الشباب من التمرد على الأسرة أو الدخول لمرحلة بدايات الإدمان أو مراحل الهلس والضياع بل تصل لمراحل التكفير
وكلها أمور ظهرت على المجتمع بسبب غياب التربية فى المدارس وإعداد أجيال واعية بما يدور حلوها وسنعانى منها مستقبلا من عدم احترام وتقدير وبناء أجيال نافعة وصائبة .
وللحديث بقية مدام فى العمر بقية عن تهجير الطلاب من المدارس الأزمة والحل
محمد المسيرى عضو الهيئة العليا للوفد سابقا
[email protected]