قال الكاتب الصحفي محمد الإشعابي بجريدة الأهرام، إن اللاءات الثلاثة “لا للتهجير، لا للتصفية، لا للظلم”، أضحت مبادئ مصرية لا رجعة فيها، مهما كان الثمن، لأنها يتعلق بالأمن القومي المصري، مؤكدا ضرورة أن يدرك العرب جميعا أن يد الخطر باتت قريبة من الكل، وأنه لا أحد بمنأى عن ذلك، وعلينا ألا نبالغ من التخوف من أمريكا وأن نثق في قدراتنا وإرادتنا وأدواتنا.
وأضاف “الإشعابي” خلال لقائه مع الإعلامي المتميز الأستاذ أيمن عطية، عبر أثير إذاعة شبكة صوت العرب، للحديث حول قضية التهجير، أن مصر أول من تنبهت لهذا الخطر المحدق مبكرا، منذ عهد بايدن، قبل أن يصبح واقعا، في عهد ترامب، والرئيس عبد الفتاح السيسي حذر مرارا من هذا المخطط.
وأشار إلى أن انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من محور نتساريم، نجاح لجهود الوساطة في وقف إطلاق النار، وإجهاض للمخطط الإسرائيلي، فمشهد الانسحاب استبقه مشهد عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وأن نتنياهو لك يكن ليرغب في ذلك أبدأ، لافتا إلى أن ترامب لن ينجح فيما ينوي بشأن غزة، وصفقة القرن التي خطط لها وصاغها لنحو ١٨ شهرا مع وعود بمحفزات اقتصادية بلغت نحو ٥٠ مليار دولار، بجانب إحلال السلام وتحقيق التطبيع بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل، ولم ينجح في تنفيذها، خير دليل على أن ليس كل ما يطرح قابل للتنفيذ.
ونوه بأن المعونات التي تحصل عليها مصر من الولايات المتحدة تحصل أمريكا عليها في المقابل بامتيازات أكبر، فهي ليست منة أو عطاء، ومنعها خسارة كبيرة لواشنطن، وليست خسارة للقاهرة.، مشيرا إلى أن الترهات التي يسوقها ترامب والعداءات التي يعلنها عبر أوامره التنفيذية الرعناء داخليا وخارجيا، زادت من حذر الدول تجاه التعامل مع أمريكا وتسببت في غليان في الداخل الأمريكي وبخاصة منذ إنشاء وزارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك، وهو ما يعني أننا أمام مستقبل يشي بانهيار المؤسسات الأمريكية وبداية انهيار أمريكا العظمى.
وتابع: نتنياهو هو أول من ساق نظرية إسقاط الحكومات، وأول من نادى بإسقاط النظام العراقي إبان فترة حكم صدام حسين وكذلك النظام السوري والإيراني، وكافة الأنظمة التي تدعم استقلالية الدولة الفلسطينية منذ تسعينيات القرن الماضي.
وأردف الدكتور محمد الإشعابي أن مصر دولة قوية وتمتلك الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية الاي تجعلها قادرة على الحفاظ على أمنها القومي كما قال الرئيس السيسي، وإرادتها نافذة وقتما أرادت وقررت.
وشدد على أن القمة العربية الطارئة التي ستنعقد في ٢٧ فبراير الجاري، فرصة لكي يتحد العرب على كلمة سواء، وأن تكون مخرجاتها ليست حبرا على ورق، وإنما وضع كافة العراقيل أمام المخطط الصهيو أمريكي بالمنطقة، وآن الأوان لكي تكون هناك قوة عربية مشتركة وسوق عربية مشتركة.