حذر المهندس مؤمن أشرف، الخبير الدولي في أمن وتكنولوجيا المعلومات، من المخاطر المتزايدة لـهوس التريند بين الشباب، مؤكدًا أنه أصبح ظاهرة خطيرة تؤثر على الوعي المجتمعي والقيم الأخلاقية، كما تهدد مستقبل الأجيال القادمة من خلال الانسياق الأعمى وراء المحتوى السطحي والسعي وراء الشهرة الزائفة بأي وسيلة.
وأوضح مؤمن أشرف أن ثقافة البحث عن التريند بأي ثمن دفعت الكثير من الشباب إلى تصرفات غير مسؤولة، سواء من خلال نشر محتوى مضلل، أو تقديم تحديات خطرة، أو انتهاك الخصوصية لتحقيق مشاهدات مرتفعة، مما أدى إلى انتشار ظواهر سلبية مثل العنف الإلكتروني، والابتزاز الرقمي، وانحراف الفكر السلوكي، فضلًا عن التأثير السلبي على الإنتاجية والإبداع الحقيقي.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم كونها أداة قوية للتواصل والتعلم، تحولت عند البعض إلى ساحة للتلاعب بالعقول، حيث يتم الترويج لمحتويات غير هادفة تؤثر على القيم والتوجهات الفكرية، مؤكدًا أن الخوارزميات الذكية لتلك المنصات تُعزز من انتشار المحتوى الأكثر إثارة للجدل، مما يدفع الشباب إلى تصرفات غير محسوبة بحثًا عن الشهرة.
وأكد مؤمن أشرف أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب دورًا مشتركًا بين الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والجهات الرقابية، من خلال تعزيز الوعي الرقمي، وتوجيه الشباب لاستخدام التكنولوجيا بطرق إيجابية، إضافة إلى فرض رقابة صارمة على المحتويات الضارة، والتشجيع على إنتاج محتوى مفيد ومؤثر يساهم في بناء المجتمع.
واختتم الخبير الدولي لأمن وتكنولوجيا المعلومات حديثه مؤكدًا أن هوس التريند قد يكون بوابة لضياع القيم وانحراف الفكر، ما لم يتم التصدي له بوعي ومسؤولية، مشددًا على أهمية التحول من الاستهلاك السلبي إلى الإنتاج الإيجابي للمحتوى، حتى يتمكن الشباب من استغلال التكنولوجيا في بناء مستقبل مشرق بدلاً من الانجراف وراء وهم الشهرة السريعة.