أكد سياسيون أهمية اللقاء الذي جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، وما تناوله اللقاء من عدد من الملفات المهمة ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التأكيد على استحداث منصب مفوض الأوروبية لشؤون المتوسط والعمل تعزيز التعاون الاقتصادي وملفات الهجرة غيرة الشرعية وتأثيرها على الأمن القومي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والجهود المصرية الحثيثة خاصة فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة وأهمية دعم الاتحاد الأوروبي للمساعي الرامية لاستعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار وإقامة دولة فلسطينية بوصفها الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وقال الدكتور محمد شاكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، إن تخصيص الاتحاد الأوروبي في تشكيله الجديد منصب لشؤون المتوسط جاء كبادرة جيدة واعتراف بأهمية هذا الموقع الاستراتيجي بالنسبة للمنطقة، وأهمية التعاون المشترك بين دول شمال وجنوب المتوسط، خاصة فيما يتعلق بمجموعة من القضايا وعلى رأسها موضوع الهجرة غير الشرعية.
وأوضح شاكر أن هذه الملف – الهجرة غير الشرعية – الذي يؤثر على الجانبين دائما ما يكون بسبب الاختلالات السياسية في منطقة الجنوب، سواء في ليبيا أو السودان أو غزة أو سوريا وكل المناطق المشتعلة حول المتوسط، فهي مناطق طاردة للبشر للتوجه نحو الشمال، ومن ثم يجب تهدئة الأوضاع في هذه المناطق، مشيرًا إلى أهمية الجهود المصرية في محاولة إعمار غزة ومحاولة استمرار وقف إطلاق النار والدور المصري الكبير لوقف الاستفزازات التي تقوم به إسرائيل في المنطقة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الاتحاد الأوروبي يمثل شريكًا استراتيجيًا كبير لمصر، وهذه الشراكة لا تقوم على تنسيق سياسي فقط أو اقتصادي فقط وإنما تنسيق في كافة المجالات، ومن ثم تتبنى مصر مواقف الاتحاد الأوروبي وكذلك يؤكد الاتحاد الأوروبي المواقف المصرية، لافتًا إلى أن قرب المسافة بين دول المتوسط والاتحاد الأرووبي يجعل من الملفات المشتركة مجال خصب لتعميق هذا الشراكات بين مصر والاتحاد الأوروبي.
ويقول الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إن استحداث منصب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، يعكس أمرين مهمين، الأول هو الإدراك الأوروبي المتزايد لأهمية العلاقات المتوسطية الأوروبية، خاصة مع دول جنوب المتوسط التي تمثل أهمية كبيرة نظرًا لارتباط مصير الجانبين بكل القضايا والتحديات الراهنة، وانعكاس أي أحداث في منطقة على الأخرى سواء قضايا الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن الاتحاد الأوروبي يدرك جيدًا أهمية التعاون مع دول المتوسط وعلى رأسها مصر، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية ومجالات الأمن، موضحًا أن تضمن التشكيل الجديد للاتحاد الأوروبي لمنصب يختص بشؤون المتوسط يعكس التوجه الجديد للدول الأوروبية بأن يكون هناك إطار مؤسسي يحكم العلاقات الأوروبية مع الآخرين في مختلف المجالات.
ونوّه بأن مصر تمثل شريكًا مهمها بالنسبة للاتحاد الأوروبي والعكس، ومن ثم يأتي الاهتمام بتعزيز مسارات المصالح المشتركة وبناء شراكات مع كافة الأطراف بما ينعكس إيجابيا على التنمية وتعزيز شكل التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري والكثير من القضايا الهامة المشتركة كالقضية الفلسطينية.