أدان الناشط السياسي فرج الشقار مقترح النائب بـ”المجلس الرئاسي” موسى الكوني، بشأن تشكيل ثلاث برلمانات لكل إقليم، وذلك خلال لقائه الأحد الماضي سفير المملكة المتحدة لدى ليبيا “مارتن لونغدن” في طرابلس، واصفاً إياها بـ” التطور الخطير الذي يهدد وحدة ليبيا”.
وقال “الشقار” في تصريحات صحفية إن مقترح الكوني ليس مجرد رؤية سياسية، بل مؤشر واضح ضمن مشروع تفتيت الدولة وتقسيم مؤسساتها، وهو أمر مرفوض جملةً وتفصيلًا، مضيفا أن تقسيم الجسم التشريعي بهذا الشكل لا يعني سوى تكريس الانقسام وضرب أسس الدولة الوطنية، وهي خطوة تُعيد البلاد إلى الوراء، حيث الفوضى والصراع والتجاذبات التي عانت منها ليبيا ولا تزال طيلة سنوات.
وأشار الشقار إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن محاولات خلق كيانات موازية لا تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، وتعطيل أي جهود وطنية حقيقية نحو الاستقرار، متسائلاً كيف يمكن أن نتصور بناء دولة مستقرة وقوية في ظل وجود ثلاث برلمانات متصارعة كل منها يدّعي الشرعية وكل منها يخدم أجندات خاصة؟
وأضاف، مثل هذا المقترح لا يخدم إلا مصالح ضيقة لأطراف تبحث عن النفوذ، ويُفتح الباب أكثر أمام التدخلات الخارجية التى تسعى لاستغلال الانقسامات لضمان نفوذها في ليبيا.
ولفت الناشط السياسي إلى إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أكدوا مرارًا أن الحل في ليبيا يكمن في توحيد المؤسسات، وليس تقسيمها، موضحا أن البعثة في نظر كل القوى الوطنية هي السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة فبدلًا من طرح مشاريع تؤدي إلى مزيد من التشظي، يجب أن يكون التركيز على استكمال المسار الدستوري وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تنهي حالة الجمود السياسي، وتُفرز قيادة وطنية قادرة على النهوض بالبلاد.
ووجه الشقار دعوة إلى جميع القوى الوطنية الفاعلة للتحرك الفوري وقطع الطريق أمام هذه المخططات، مضيفا: “المسؤولية اليوم لا تقع فقط على عاتق السياسيين، بل على كل مواطن ليبي حريص على وحدة بلاده فالمرحلة تتطلب موقفًا وطنيًا حازمًا في مواجهة كل من يسعى إلى تفكيك ليبيا تحت أي ذريعة أو مبرر”.
واختتم تصريحاته، بإن الشعب الليبي مطالب اليوم بالوعي بحجم التحديات القادمة، فالخونة والعملاء لن يتوقفوا عن تقديم كل ما بوسعهم لتحقيق مصالحهم، حتى لو كان الثمن هو مستقبل الوطن.