عندما يُخطئ المرأ، وينفضح أمره يهرول سريعا لأن يداري سوأته، أو كما نقول رصيده نفذ من الستر، فانكشفت حقيقته للجميع. الجولاني – أحمد الشرع أحيانا – الملقب برئيس سوريا الحالي، الذي ارتدى عباءة الدين، وعاش في كنف الداعشيين يشرب تعليمهم وأفكارهم ومعتقداتهم، حتى احترف سلوكهم، قتل وسفك ووصول للسلطة لأغراض نعلمها، مستغلا حالة الاحتقان الكبيرة في الشارع السوري جراء جرائم وأخطاء نظام الأسد، الذي تعامل مع مخطط استهداف دمشق دون حكمة، إضافة بالطبع لضغوط مخططات أهل الشر العالمية، كل هذا أسقط سوريا الجريحة المسكينة في يد الجولاني.
ولأن الجولاني مفضوح أمره، بادر أول ما بدر بسحب بدلة تستر سوأته، يتخفى خلفها من جرائمه، تظهره في ثوب زعيم متحضر، زعيم يتخلى عن لباس الزهد الذي تعلمه في خطب داعش وتحت سقف خيامها، ولأن الطبع غلاب كما يقولون، ولأن توبة الجولاني لم تكن صادقة، ظهر على حقيقته باكرا، منذ اليوم الأول تقسمت سوريا إلى أشلاء، وتناحرت رقابها، وكأن أمن سوريا ليس في الخطة، أو ربما كان هذا الهدف الذي جاء إليه في الأساس، ناهيك عن القتل والفوضى، كانت قطع سوريا تتمزق ما بين أنصار ما يلقب بأحمد الشرع، وبين ضربات الاحتلال الإسرائيلي وتوغل قواته في الجنوب وأنحاء أخرى، ولم نجد الجولاني حتى الآن يتكلم عن هذا وذاك.
لقراءة مقالات الكاتب محمد عيد اضغط هنــا
تطورات الأوضاع في سوريا، وصلت إلى بشائر حرب أهلية أشعاها الجولاني وأتباعه هناك، والحجة أن معارضين سوريين لنظام الجولاني أو أحمد الشرع، تابعين لنظام الأسد حاولوا بث فتنة وفوضى، فكان الرد بالقتل والاعتداء على النساء والمشايخ والأطفال، مصائب تحدث هنا وهناك دون عذر، ليست أبدا شرا لابد منه في الفترة الانتقالية السياسية، أو طور من أطوار التكوين السياسي بالمعنى الذي نعرفه، هذا واضح جدا في خطاب أحمد الشرع الذي يتبنى عبارات منفصلة عن الواقع، مثل توجيهه تهنئة للأمن على حماية المدنيين، بدلا من حديث ناضج عن التحقيق والتقصي والمحاسبة، كذلك حسابات المؤيدين أو أتباع الشرع المتفاخرة بهذه الجرائم، الإصرار على التطبيع مع ما حدث، وكأنه انتقام طبيعي وجزاء مستحق على ما يسمونه بـ “فلول الأسد” ومجازر بحق مدنيين، ليس هذا فحسب بل كانت فتاوى أنصار النظام الجديد، تجيز تلك الممارسات الكارثية، في كارثة تسيء لصورة الدين الإسلامي أو غيره، والواضح أنه مقصود بالتأكيد لتشويه صورة الدين الإسلامي، هذا ما يريده المخطط الخبيث بالظبط.
هذا ما يجعلنا نقول بأن عمل الجولاني هو عملٌ غير صالح، هدفه تأجيج الحروب وتمكين المخطط من التنفيذ في المنطقة ما بين صراعات وتفكك وتهجير وإبادة طويلة الأمد.
إننا حقا نريد سوريا أمن وأمان، سوريا لمرحلة جديدة، فيجب أن تكون دولة مؤسسات ترسخ لكل مقومات الاستقرار، أن تكون سوريا للسوريين، دون المساس بأمن وسلامة واستقرار الشعب السوري، سوريا تكافح كل أشكال العنف وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار، سوريا تتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة وتدشن لعملية سياسية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء.
اللهم احفظ سوريا وأهلها، وألهمهم طريق اللُّحمة والعدالة والاستقلال، واكتب لهم النجاة وصلاح الحال.