علق حزب الوعي على التصريح الصادر عن معالي وزير الصحة ونائب رئيس الوزراء لشؤون التنمية البشرية، والذي أعرب فيه عن استغرابه من عدم شكر المواطنين للدولة على إنشاء مستشفى حديث في محافظة المنيا، معتبرًا أن هذا الإنجاز كان يستحق تقديرًا أكبر من الناس.
وأكد حزب الوعي على أهمية تطوير المنظومة الصحية ويدعم كل خطوة جادة لتحسين جودة الخدمات، فإنه في الوقت نفسه يرفض المنطق الذي تضمّنه هذا التصريح، ويعتبره غير موفق لا مضمونًا ولا توقيتًا، لا سيما أنه يأتي من مسؤول رفيع أمضى سنوات طويلة في موقعه.
وقال حزب الوعي إن واجب الدولة الأول هو تقديم الخدمات العامة الأساسية – وعلى رأسها الصحة والتعليم – بشكل عادل وكريم لكل المواطنين، وليس انتظار الشكر على أدائها لهذه المهام.. فالدولة تنفق على هذه الخدمات من أموال المواطنين أنفسهم، التي تُجمع في صورة ضرائب ورسوم، وهي بذلك لا تمنّ على المواطن، بل تُعيد له جزءًا من حقه.
وتابع حزب الوعي: إن هذه الموارد تُستخدم أيضًا في دفع رواتب العاملين في الجهاز الإداري، ومنهم الوزراء أنفسهم، مقابل تقديم خدمة عامة تليق بالمواطن المصري. وبالتالي فإن وجود مستشفى في محافظة من محافظات مصر هو حق مشروع وليس منّة، ومن الأولى أن يُسأل: لماذا لم تُنشأ مستشفيات مماثلة في محافظات أخرى؟
وأوضح حزب الوعي أن منطق “الشكر” الذي تضمّنه التصريح، يتجاهل جوهر العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطن، ويتعارض مع ما أقرّه الدستور المصري والمواثيق الدولية من أن الصحة والتعليم حقوق أساسية لا فضل لأحد فيها على الناس.
وأردف: لعل ما صدر من الوزير كان زلة لسان، لكننا نؤمن بأن زلة اللسان في مناصب المسؤولية لا تمر بهدوء، خاصة حين تمس كرامة الناس أو تُشير إلى تراجع في فهم وظيفة الدولة.
وأهاب حزب الوعي بالوزراء والمسؤولين أن يتحدثوا مع المواطنين – خاصة البسطاء منهم – بوعي سياسي، وتواضع حقيقي، وفهم عميق لوظيفة الدولة، فهذه المناصب وُجدت لخدمة الناس، لا لمطالبتهم بالامتنان.