أكد باسم لطفي، مقرر مساعد لجنة الاستثمار في الحوار الوطني، ووكيل مجلس إدارة المجلس التصديري للجلود، على اهمية الاستراتيجية الخاصة بسلسلة القيمة الإقليمية للجلود (2025-2029)، وذلك في إطار جهود تعزيز تنافسية قطاع الجلود الأفريقي في الأسواق الدولية، ومعالجة التحديات التي تعيق نموه، مثل ضعف القيمة المضافة، والاعتماد على تقنيات تقليدية، وضعف التمويل، وتجزؤ الروابط السوقية بين الدول الأعضاء، جاء ذلك خلال مشاركته فعاليات اجتماع السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا) المنعقد حاليًا في نيروبي، كينيا.
ويوضح باسم لطفى أن الاستراتيجية التي يشرف على تنفيذها معهد أفريقيا للجلود ومنتجات الجلود (ALLPI)، تستهدف تحسين سلسلة القيمة للجلود من خلال تعزيز الاستدامة، وتحفيز الابتكار الصناعي، وتحقيق تكامل أفضل بين الدول الأعضاء في الكوميسا، كما تسعى إلى زيادة القيمة المضافة للمنتجات الجلدية الأفريقية بدلاً من تصديرها كمواد خام، وهو ما يعزز من قدرة الصناعة على المنافسة العالمية ويوفر فرص عمل محلية جديدة.
وفي هذا السياق، أكد باسم لطفي أن تطوير صناعة الجلود في أفريقيا يتطلب تبني استراتيجيات حديثة تسهم في تحسين جودة المنتجات وتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة، كما شدد على أهمية إزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تعيق التجارة البينية، داعيًا إلى تطبيق التسهيلات المنصوص عليها في اتفاقيات الكوميسا لتعزيز تدفق المنتجات الجلدية بين الدول الأعضاء.
وأضاف لطفي أن مصر تمتلك خبرة واسعة في تصنيع الجلود، مما يجعلها قادرة على تقديم نموذج ناجح يمكن لدول أفريقية أخرى الاستفادة منه، لا سيما من حيث التكنولوجيا المستخدمة في عمليات الدباغة والتصنيع، كما أشار إلى ضرورة تشجيع الابتكار في القطاع، والاستفادة من التجارب الناجحة في دول مثل إثيوبيا، التي استطاعت تعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
يذكر ان قطاع الجلود الأفريقي يواجه تحديات كبيرة تعرقل استغلال إمكانياته الكاملة على المستوى الدولي، على الرغم من امتلاك القارة موارد حيوانية ضخمة تؤهلها لتكون لاعبًا رئيسيًا في الصناعة، ومن بين هذه التحديات، الاعتماد الكبير على تصدير الجلود الخام بدلًا من تصنيعها محليًا، مما يؤدي إلى فقدان فرص اقتصادية مهمة، كما أن استخدام التقنيات التقليدية وعدم كفاية التمويل يحولان دون تحقيق قيمة مضافة عالية في هذا القطاع.
وفي هذا السياق، يدعو معهد أفريقيا للجلود ومنتجات الجلود (ALLPI) إلى تعزيز الاستدامة في القطاع، حيث يرى أن تبني المنتجات الجلدية الطبيعية بدلاً من البدائل الاصطناعية الأرخص ثمنًا يمكن أن يسهم في تحقيق فوائد بيئية واقتصادية طويلة المدى، كما يشدد على ضرورة إشراك الحكومات الأفريقية في جهود تطوير الصناعة، من خلال توفير التمويل، وتحديث البنية التحتية، ودعم رواد الأعمال في هذا المجال.
وتعتبر مصر من بين الدول الأفريقية التي نجحت في تحقيق تقدم ملموس في صناعة الجلود، حيث تمكنت من تطوير سلاسل إنتاج قوية توفر منتجات عالية الجودة بتكلفة تنافسية، ومع استمرار الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول الكوميسا، تُعَد استراتيجية سلسلة القيمة الإقليمية للجلود خطوة هامة نحو تحقيق نمو مستدام لهذا القطاع في أفريقيا.