المجتمع الدولي.. المصطلح الأكثر استخداماً عبر وسال الإعلام محلياً ودولياً، وتظهر الأهمية القصوى دائماً في الصراعات والنزاعات، وازدادت بكثافة مؤخراً بعد الحرب في غزة استنجاداً واستنصاراً ولكن لا حياة لمن تنادي.
المجتمع الدولي في مفهومه الواسع يقصد به كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، كما أن له رؤية قانونية، إذ المقصود بها كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعموماً فإن التعريف الأشمل يقصد به جميع الدول والمنظمات مثل هيئة الأمم المتحدة، ووكالاتها المتخصصة، وغيرها من المنظمات التي أنشئت بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية.
وعلينا بالطبع أن نفرق بين النظام الدولي والمجتمع الدولي، أما الأول فهو يعنى مفهوم القوة السياسية بين الدول والمنظمات على مستوى العالم، وأما الثاني فإنه يضم كافة المكونات التي يشملها النظام الدولي.
ويلجأ المجتمع الدولي في حله للنزاعات إلى الطرق السلمية والودية أولاً لتسوية الخلافات، وفي حالة الإخفاق في الحلول يلجأ إلى طرق أخرى متصاعدة تصل إلى التدخل العسكري.. لكن في النهاية الأمور لا تدار في هذا الملف بالشفافية المطلقة، وإنما هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر إيجابياً أو سلبياً على اتخاذ القرار، وتوصم المجتمع الدولي في النهاية بعدم الحيادية أو الحكم بنفس المعايير على دول مختلفة ما أفقده المصداقية.
المجتمع الدولي فشل بجدارة في أزمة غزة، والدليل على ذلك استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكابها المجازر الوحشية التي أحدثت «تسونامي» إنسانيا لم يشهد له العالم مثيلاً.
الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في ظل استمرار إفلاتها من العقاب والردع بسبب الڤيتو الأمريكي والرعاية الكاملة، والدعم اللامحدود من قبل واشنطن في «الهولوكوست» الذي ترتكبه إسرائيل في غزة جعلها تأمن العقاب تماماً.
وفي الوقت ذاته، عمق نظام المكيالين الذي يستخدمه المجتمع الدولي فشله وفشل المحاكم الدولية المختصة في تحقيق العدالة الدولية المنشودة.
باختصار المجتمع الدولي سقط في غزة وفقد مصداقيته وتهاوى كيانه في بحور الدماء التي تتدفق في أرض مهبط الأنبياء، فمازال الاحتلال يستبيح حياة الفلسطينيين وأرواحهم ويقتلهم بدم بارد على الهواء أمام العالم أجمع الذي بات يتابع الأحداث اليومية على أنها أحد أفلام هوليوود في الشرق الأوسط.
تبقى كلمة.. لا يجب أن يبقى مصير غزة رهن إفاقة المجتمع الدولي من الغيبوبة أو تغيير الموقف الأمريكي تجاه القضية، يجب أن يكون للعرب والمسلمين الذين قرب عددهم من 2 مليار حول العالم موقف موحد وكلمة فاعلة فنحن أصحاب القضية، ونحن أصحاب المأتم ولن يحفظ لأمتنا حدودها وكرامة أبنائها غيرنا، نعم الوقت متأخر ولكن أن نبدأ متأخرين خير من ألا نبدأ فنصبح بلا كيان ولا وجود.