انتخب الكاردينال الأميركي بريفوست لمنصب بابا الفاتيكان الجديد منذ قليل، ليجلس على العرش الباباوي خلفًا للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذي توفي في 21 أبريل الماضي.
موقع الصورة الحقيقية حرص على تقديم كافة المعلومات المتعلقة بآلية وضوابط اختيار بابا الفاتيكان الجديد، وكيف يتم ذلك ومتى؟، وهو ما سنعرفه في هذه السطور.
كيف يتم اختيار بابا الفاتيكان الجديد
في المجمع البابوي، الذي يتألف من الأساقفة والمسؤولين في الفاتيكان الذين تم اختيارهم من قبل البابا. خلال المجمع، تبدأ مناقشات الاحتياجات والتحديات التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية.
قبل بدء الانتخاب، يدخل الكرادلة إلى كنيسة «سيستين»، ويُقسمون اليمين بالسرية، ويغلقون أبواب الكنيسة، ما يعني أنه لا يُسمح بدخولها إلا للناخبين فقط، ثم تبدأ عملية التصويت، بحيث يصوِّت كل كاردينال بنظام الاقتراع السري. يتلو صلاة ثم يضع ورقة اقتراع مطوية في كأس كبيرة، وتجرى 4 جولات من التصويت كل يوم، حتى يحصل مرشح واحد على ثلثي الأصوات.
طريقة إعلام الجمهور باختيار بابا الفاتيكان الجديد.. كيف تتم؟
مع عمليات التصويت، يتم إعلام الجمهور باختيار البابا الجديد من خلال علامتين، الأولى هي إطلاق الدخان الأسود، وهو تعبير أنه لم يحصل أحد المرشحين على ثلثي الأصوات اللازمة لهذا اليوم، حيث يتم حرق بطاقات الاقتراع في موقد ممزوج بمواد كيميائية لإنتاج دخان أسود، ليشير هذا إلى يوم آخر من التصويت في المستقبل.
أما في حالة تصاعد الدخان الأبيض، الناتج عن حرق بطاقات الاقتراع بمواد كيميائية لإنتاج دخان أبيض، بهذا يعني أنه تم تحديد البابا الجديد، وبعد ذلك، يعلن كبير الكرادلة النبأ من شرفة كنيسة القديس بطرس.
هذا لأن الجلسات تُعقد بشكل سري ويتم الاقتراع بصورة سرية.
ما قصة غرفة الدموع وعلاقتها باختيار بابا الفاتيكان الجديد؟
بروتوكول الفاتيكان يقضي بأن:
– يدخل البابا الجديد بعد انتخابه إلى غرفة جانبية تسمى «غرفة الدموع» للتأمل والبكاء والصلاة فترة 5 دقائق.
– يرتدي بابا الفاتيكان الجديد الزي الباباوي قبل أن يخرج لتحية الجمهور من الشرفة
– سيتم تقديم البابا الجديد باللغة اللاتينية باسمه البابوي الذي سيختاره، ليُخاطب العالم للمرة الأولى.
– سيُلقي البابا الجديد خطابًا قصيرًا ويمنح بركته الأولى «Urbi et Orbi» إلى مدينة روما والعالم.
– خروج الفرقة الموسيقية التابعة للفاتيكان والحرس السويسري إلى باحة القديس بطرس في ظل ترقّب إعلان هُوية البابا الجديد.
الفاتيكان.. قصة أصغر دولة في العالم!
اشتق اسم الفاتيكان من إتروسكية إيطالية وتحيط بها مدينة روما من كل الجهات، وهي أصغر دولة في العالم، أنشئت في عشرينات القرن الماضي، لكن أثرها الديني والسياسي الهائل يمتد لقرون خلت.
تأسست الفاتيكان في 11 فبراير 1929، عقب اتفاقيات “لاتران” التي تم توقيعها يوم 7 يونيو 1929 بين الكرسي الرسولي والمملكة الإيطالية ممثلة بالحكومة الإيطالية التي كان يرأسها بينيتو موسوليني، والتي حصلت بموجبها الفاتيكان على استقلالها، وتبلغ مساحتها 0.44 كلم مربعا.
الفاتيكان جيب جغرافي في قلب العاصمة الإيطالية روما، تحيط بالمدينة أسوار بنيت خلال العصور الوسطى، باتت تشكل حدودها باستثناء الجهة الجنوبية الشرقية، حيث تنفتح ساحة القديس بطرس المهيبة على مدينة روما، وتم بناء السور الأول للفاتيكان في عهد البابا ليون الرابع (847-855) من أجل حماية ضريح القديس بطرس. لاحقا، أعاد البابا بولس الثالث (1534-1549) بناءه بالشكل الحالي، الذي رسمت بموجبه حدود الفاتيكان الحالية في عام 1929.
أما بالنسبة للمساحة المفتوحة على روما، بين ساحة القديس بطرس والعاصمة الإيطالية، هي المنطقة الوحيدة غير المحاطة بسور، وتم تحديدها بخط أبيض مرسوم على الأرض ليفصل مناطق الفاتيكان عن روما.
وترتبط الفاتيكان بروما عبر طريق واحد هو شارع ديلا كونكيليازون، الذي يعبر نهر التيبر باتجاه ساحة القديس بطرس.
النظام السياسي للفاتيكان
نظمت هذه الاتفاقيات العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية دولة مستقلة عن إيطاليا يديرها البابا.
ما من لغة رسمية في الفاتيكان كونها دولة متعددة الأعراق، لكن ينظر للاتينية باعتبارها اللغة الرسمية للكرسي الرسولي، وتستخدم في إصدار جميع الوثائق والمعاهدات، في حين تستخدم الإيطالية في الحياة اليومية.
أما بالنسبة للنظام السياسي، تخضع الفاتيكان لنظام بابوي ثيوقراطي مطلق، حيث يتولى البابا زعامة الكنيسة الكاثوليكية ووظيفة أسقف روما. يتم انتخاب البابا في “المجمع السري” المكون من جميع الكرادلة، الذين يعرفون باسم “أمراء الكنيسة”. ويعد هذا المجمع أعلى هيئة استشارية في الكرسي الرسولي.
رغم تمتعه بصلاحيات غير محدودة في تدبير الشؤون الإدارية والسياسية والقانونية، إلا أن البابا لا يمارس أيا منها فعليا، حيث يفوض إدارتها لرئيس وزراء دولة الفاتيكان، المنصب الذي يشغله عادة كاردينال كنسي يعينه البابا.
في الفاتيكان مكتبة تحوي مخطوطات لا تقدر بثمن، نحو 150 ألف مخطوطة تعود إلى عصور ما قبل المسيحية وبداياتها، فضلا عن 1.6 مليون كتاب مطبوع.
عدد سكان دولة الفاتيكان
وفقا لإحصاءات 2025، يبلغ عدد سكان الفاتيكان أكثر من 500 نسمة، الغالبية العظمى منهم من رجال الدين والموظفين العاملين في الدولة وأفراد الحرس السويسري المكلفين بتأمين الحماية للبابا.
يحمل معظم السكان جنسية الفاتيكان التي تمنح فقط للعاملين في الدولة وتنتهي بانتهاء عملهم، ليحملوا بعدها بشكل تلقائي الجنسية الإيطالية، كما تنص على ذلك اتفاقيات “لاتران”.
