باكستان والهند.. في أوائل مايو الجاري احتدم الصدام بين باكستان والهند، بعدما شنت الأخيرة غارات جوية على مُدن في باكستان والشطر الخاضع لإداراتها من إقليم “كشمير”، لتدق طبول الحرب، وتبدأ رحلة التصعيد بين الجانبين.
وأشهرت كلا من باكستان والهند أسلحتها غربية الصنع في وجه الآخر، في أعقاب الهجوم الذي وقع في منطقة “باهالجام” بالشطر الهندي من إقليم “كشمير” وأسفر عن مقتل 26 شخصا على الأقل.. وقد حملت الهند جارتها باكستان المسئولية، بينما نفت إسلام أباد أي علاقة لها بالهجوم، معلنة أن الهجوم ينتهك سيادتها وأنها تحتفظ بحق الرد.
حرب باكستان والهند.. اختبار أسلحة متقدمة على أراضٍ نووية!
العالم بات يرتقب كل لحظة التصعيدات المتبادلة بين باكستان والهند، وحجم الخسائر المتبادلة بين الطرفين، ليس فقط لمجرد متابعة الحرب وتبعاتها، وإنما لمتابعة ورصد حالة الأسلحة المستخدمة، كون الهند تستعين بأسلحة غربية، بينما تستخدم باكستان أسلحة صينية أظهرت تفوقًا أكبر، في مناخ أشبه بساحة اختبار لأسلحة متقدمة، لا سيما أن البلدين يمتلكان من الأسلحة النووية ما يُخيف الجميع، لكنها آثرا الاعتماد على مصادر تسليح خارجية.
وأكد وزير الإعلام الباكستاني عطا تارار، الجمعة، في تصريحات إعلامية موسعة، أنّ الجيش الباكستاني اعترض ودمر 77 طائرة مسيرة من طراز هاروب إسرائيلية الصنع، أرسلتها الهند لاستهداف المنشآت المدنية والعسكرية.
وأشار تارار إلى اعتراض ما لا يقل عن 29 مسيرة منذ الأربعاء وحتى مساء الخميس، مع إسقاط 48 طائرة إضافية خلال الليل وحتى يوم الجمعة.
تهديدات بوقوع فيضان!
مع التصاعد الكبير الذي تشهده الحرب بين الهند وباكستان، وتجدد الاشتباكات الحدودية بينهما، فتحت بوابات سد سالال على نهر تشيناب فى منطقة رياسى بجامو وكشمير، وسط تبادل الاتهامات والمسئوليات، حيث شنت القوات المسلحة الباكستانية هجمات متعددة باستخدام طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية للهند يومي الخميس والجمعة.
فى المقابل، أعلن وزير الإعلام فى الجزء الباكستانى من كشمير اليوم الجمعة مقتل 5 مدنيين وإصابة 29 آخرين على الأقل بالمنطقة فى قصف عبر الحدود مع الهند.
على الجانب الآخر، أعلن الجيش الهندي في يوم الجمعة، شن الجيش الباكستاني هجمات متعددة باستخدام طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية للهند في الليلة الفاصلة بين يومى الخميس والجمعة، وأضاف الجيش الهندي في منشور على حسابه الرسمي عبر موقع “إكس”، أنه نجح في صد هجمات الطائرات المسيرة.
وفى خطوة أخرى أثارت مخاوف الجانب الباكستاني فتحت السلطات الهندية بوابات سد سالال على نهر تشيناب في منطقة رياسي بجامو وكشمير بسبب الأمطار الغزيرة المستمرة في المنطقة، ما أثار مخاوف إسلام آباد من الفيضانات، ليثير هذا الإجراء مخاوف إسلام آباد من احتمالية تعرض المناطق الواقعة على مجرى النهر لفيضانات مفاجئة.
وعلى الرغم من أن عملية تفريغ السدود من المياه تعد إجراء روتينيا سنويا لتنظيفها من الطمي والرواسب، إلا أن توقيت هذه العملية أثار استغراب الخبراء، إذ أنها تتم عادة في أغسطس خلال موسم الأمطار الموسمية.
وتجدر الإشارة إلى أن سدي باغليهار وسالال صمما كمشاريع “تدفق نهري” تسمح للهند بالتحكم في توقيت إطلاق المياه.
وأوضح مراقبون أن هذه السدود لا تستطيع منع تدفق المياه إلى باكستان بشكل دائم، لكنها تمنح الهند قدرة على التحكم في توقيت الإطلاقات المائية.
التأثيرات الاقتصادية
وسط حالة الترقب الشديد على المستوى الدولي لتأثيرات وتداعيات الحرب القائمة بين اثنين من أقوى القوى النووية في العالم، باكستان والهند، ارتفعت أسهم الدفاع الصينية بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أسقطت طائرات باكستانية من صنع الصين مقاتلات هندية غربية الصنع، في أول مواجهة مباشرة بين أنظمة الدفاع الصينية والغربية.
بريطانيا تحث على ضبط النفس وتجنب التصعيد
أعرب وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى، عن قلقه العميق إزاء تطورات الوضع في المنطقة بسبب استمرار الصراع وتصاعده بين الهند وباكستان.
وحث وزير الخارجية البريطاني خلال اتصال هاتفى أجراه، اليوم الجمعة، مع نظيره الباكستاني محمد إسحاق دار، على ضبط النفس وتجنب التصعيد، وفقا لما ذكره راديو باكستان في نشرته الناطقة بالإنجليزية.