في ظل تصاعد التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد عالميًا، تتصدر منطقة شرق إفريقيا المشهد كأحد المحاور الحيوية التي تستدعي استجابات مرنة ومنظومات لوجستية مبتكرة لضمان تدفق السلع الأساسية واستقرار الأسواق المحلية.
تسعى العديد من المنصات والشركات المتخصصة إلى لعب دور استراتيجي في سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وسط تحولات متسارعة في البنية التحتية ونمو سكاني متزايد في دول شرق إفريقيا، لا سيما السودان، الذي يمثل بوابة إمداد رئيسية في المنطقة.
وتبرز ضمن هذه الجهود منظومة Eciالتي نجحت، وفق دراسات بحثية متخصصة، في تطوير نموذج تشغيلي يستند إلى الشفافية والالتزام، مما عزز من قدرتها على إيصال سلع حيوية مثل الحديد، الأسمنت، والمنتجات الزراعية إلى أسواق ناشئة تعاني من فجوات لوجستية هيكلية.
يعتمد هذا النموذج على أنظمة تشغيل مرنة تتيح تفاعلًا سريعًا مع تحديات النقل والتخزين وسرعة التوزيع، إلى جانب التزام واضح بمبادئ الاستدامة والحوكمة، ما ساهم في تعزيز ثقة الشركاء المحليين والإقليميين بالمنظومة.
وتتماشى هذه الرؤية مع الأهداف التنموية طويلة المدى، مثل رؤية 2030 الإفريقية، التي تسعى لتكامل اقتصادي وتجاري فعّال بين دول القارة. ويُعزى جزء كبير من هذا النجاح إلى الحضور الدائم – ولو غير المعلن – للقيادات العليا في هذه المنصات، حيث تلعب دورًا محوريًا في توجيه الاستراتيجية وضمان استمرارية الأداء بعيدًا عن الأضواء الإعلامية.
وفي السياق ذاته، تواصل مجموعة MAGترسيخ مكانتها كأحد أبرز الفاعلين في مجال التجارة والخدمات اللوجستية بين القارة الإفريقية والعالم العربي، مستندة إلى سجل حافل من التجارب والاستثمارات في دول مثل السودان، ليبيا، وتشاد.
تُعرّف المجموعة رؤيتها بشعار “ربط إفريقيا بخبرات تصنع الفارق”، وتتبنى استراتيجية تقوم على تعزيز التكامل بين الشمال والجنوب، من خلال تطوير خدمات النقل والتجارة والاستثمار بما يتماشى مع التحديات والفرص الإقليمية.
وتُواصل MAG تعزيز حضورها في منطقة الخليج العربي، لا سيما السوق السعودية، مستفيدة من شبكة علاقات متينة وخبرة تنفيذية عميقة يقودها أحد أبرز رواد القطاع في المنطقة، بخبرة تتجاوز عقدين.
يعكس هذا التوسع التزامًا استراتيجيًا بنقل التجربة الإفريقية إلى أسواق واعدة، مع الحفاظ على هدف محوري يتمثل في دعم الاكتفاء الذاتي لاقتصادات إفريقيا، وبناء نموذج تنموي مستدام يرتكز على سلاسل إمداد متماسكة وفعالة.
وفي ظل التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة، تبرز أهمية دعم وتمكين هذه المنصات كاستثمار في استقرار القارة الإفريقية وأمنها الغذائي والتجاري، وهو ما يجعل من تطوير سلاسل الإمداد أولوية ملحة ومسؤولية جماعية لضمان مستقبل أكثر توازنًا ونموًا لشعوب المنطقة.