سؤال بسيط في مظهره، عميق في جوهره؛ خطر ببالي ذات مره في لحظة صمت: لماذا تبدو الحياة أحيانا ً باهتة، صارمة، كأنها صورة قديمة بلا روح ؟ ولماذا في أوقات أخرى، تنبض بكل الألوان، فتغمرنا بالحياة، حتى في لحظات الحزن؟
الحياة تكون أبيض وأسود
حين نراها بعين العقل وحده، دون أن نُشرك القلب.
حين نحكم على الناس والأحداث بمنطق صارم
(هذا خير، وذاك شر) (هذا صواب، وذاك خطأ) ، لا مساحات رمادية، لا أعذار، لا تفهّم.
تصير الحياة أبيض وأسود حين نعيش بتطرف في الأحكام، أو حين نُصاب بجمود داخلي، فنفقد القدرة على الإحساس بالتفاصيل الصغيرة.
في الحزن الشديد، أو في الروتين القاسي، تتسلل الرتابة إلى أيامنا، فتُصبح الحياة واجبات تُؤدى بلا شغف، وتفاصيل تتكرر بلا معنى.
وتكون الحياة بالألوان
حين نراها بعين القلب، فندرك أن الجمال لا يكمن دائما ً في الكمال، بل كثيرا ً ما يسكن في النقص !
حين نحب، ونسامح، ونحلم، ونفرح بلحظة عابرة (رائحة قهوة في الصباح، ضحكة طفل، نسمة تُداعب وجهنا دون موعد) .
تكون الحياة بالألوان حين نخرج من سجن الأحكام، ونتعامل مع البشر كقصص لا كعناوين.
في لحظات الإبداع، وفي السفر، وفي التقاء أرواح جديدة تُعلّمنا كيف نرى ما لم نكن نراه.
حين نتعلّم أن نتقبل أنفسنا، ونرى في الندبة ملامح تجربة، وفي العيب علامة بشرية، وفي الاختلاف فرصة للاكتمال.
الحياة ليست لوحة جاهزة.
نحن من نلوّنها أو نُطفئ ألوانها.
نحن من نقرر أن نعيشها كأبيض وأسود صارم، أو كلوحة مليئة بالتدرّج، بالتفاصيل، بالتناقضات الجميلة.
فاسأل نفسك :
كيف ترى الحياة اليوم؟
وهل حان الوقت أن تفتح عينيك بالألوان؟