لا تنسوا هذه الصورة المرفقة، فاعتقد أن ترامب يتذكرها ويعيد تذكير نفسه بها وبما تبعها من مآسي وهو يفكر قراره بشأن إيران ، وما إن كان سيتدخل عسكريا أم يبقى على دعمه لإسرائيل بدون مشاركة فعلية.
هذه الصورة التي اتدث عنها لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولين باول، يوم ٥ فبراير ٢٠٢٣ عندما ذهب لمجلس الأمن الدولي ممسكا أنبوبا اعتبره دليلا لا يقبل التشكيك ، بأن العراق يملك أسلحة بيولوجية، لترويج القرار الأمريكي بضرب العراق وغزوه.
وطبعا كلنا نعلم كما يعلم العالم والأمريكان أنفسهم وكما تكشف بعد ذلك بالوثائق انها كانت كذبة كبرى روجها الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، مستندا إلى تقارير مخابراتية اتضح ايضا انها كاذبة وملفقة، كما اتضح ايضا نفس الأمر بالنسبة لحليفه وصانع الأكذوبة معه حينها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني وجهاز مخابراته.
لماذا أعيد طرح ذلك الآن ؟
لأنه وبعد مرور ٨ أيام من الحرب ، وصمود إيران اللافت بل وتصعيد ردودها نوعيا داخل إسرائيل، ومع الالحاح الاسرائيلي الدائم على ترامب لدخول الحرب، فإنه لم يفعل، و اخر ما صدر عن البيت الأبيض ان ترامب سيتخذ قراره خلال اسبوعين. وهذا امر يستحق التفكير ومحاولة الفهم.
وهنا فيه كام نقطة يمكن الإشارة لها :
١ – ترامب قدم نفسه باعتباره لا يريد حروبا
٢- رفع شعار ” أمريكا أولا ” وخفض الإنفاق الخارجي ويبيع للمواطن الأمريكي أنه يعمل على مصالحه فقط وتحسين الاقتصاد الأمريكي
٣- ١ – ترامب نفسه انتقد غزو العراق واعتبره خطأ، وهنا مربط الفرس .. ليه ؟
– لأن ترامب زينا عارف أن غزو العراق قام بالأساس على أكذوبة امتلاكه اسلحة دمار شامل، والحقيقة أنه لم يكن يمتلك لا سلاح شامل ولا حتى تكتيكي
– أن ترامب عارف أن المشروع النووي العراقي تم القضاء عليه ١٩٨١ عندما ضربت اسرائيل مفاعل تموز ١
– ترامب عارف أن كل الطموح العراقي فيما يتعلق بالأسلحة الأخرى تم تقييدها والقضاء عليها بعد حرب الخليج التانية، وان تلميحات صدام نفسه سواء بعد ضرب المفاعل او غيره عن القوة والسلاح الرادع وهكذا كانت مجرد تلميحات للإيحاء للآخرين بانه قادر على الردع وجزء منها كان موجه لداخل العراق نفسه
– اما الاهم فان ضمن ادارة ترامب من يحاول منعه من التورط في الحرب، وهناك انقسام داخل الادارة- وان كان الجناح المتشدد ضد إيران اكبر – ولكن هانلاقي على الاقل رئيسة جهاز الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، تعارض ضرب ايران ، وخلال شهادتها البرلمانية إن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى أن إيران لم تستأنف برنامجها للأسلحة النووية الذي أوقفته عام 2003، حتى مع وصول مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
– وهانلافي – وان كان على استحياء – جيه دي فانس نائب ترامب الذي يعارض ايضا تدخل أمريكا في الحرب.
– في الاخر نأمل ان يظل صمود ايران وان تواصل الرد بحذر لا يستفز ترامب او يقوي موقف المتشددين في إداراته لدفعه للحرب.