تشير تحليلاتى الشخصية ومع تسارع الأحداث في الشرق الأوسط، أرى أن احتمال اندلاع مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل لم يعد مستبعدًا، بل أزعم أنه بات أقرب من أي وقت مضى، في ظل المعطيات الإقليمية والدولية المتشابكة التي نشهدها اليوم.
لقد بات من الواضح أن إيران وإسرائيل تخوضان منذ سنوات حربًا غير معلنة، تبدأ من ساحات سوريا ولبنان، وتمر عبر جبهات غزة والعراق واليمن، وتصل إلى الفضاء السيبراني والمجال النووي. لكن التطورات الأخيرة، خاصة بعد تصاعد حدة العمليات في الجولان وجنوب لبنان، تشير إلى أننا أمام مرحلة جديدة قد تحمل مواجهة أكثر صراحةً وخطورةً.
ما يقلقني كمراقب هو أن الحسابات السياسية لدى الطرفين تتجه نحو مزيد من التهور والتحدي المتبادل. إيران تواصل تطوير برنامجها النووي متحدية الضغوط الغربية، بينما تصر إسرائيل على أنها لن تسمح لطهران بامتلاك “القنبلة”، مهما كلّفها الأمر. وفي ظل غياب أي وساطة جادة أو مخرج دبلوماسي فعال، يبدو أن الطرفين يسيران نحو حافة الهاوية.
اللافت أيضًا أن ساحة الحرب لم تعد تقتصر على سوريا أو لبنان، بل أصبحت ممتدة رقميًا وعمليًا إلى عمق العواصم. الهجمات السيبرانية بين الطرفين، وتصفية الشخصيات، وتبادل الرسائل العسكرية، كلها تنذر بأن التصعيد القادم لن يكون كسابقه.
صحيح أن هناك عوائق أمام نشوب حرب شاملة، مثل التكلفة الباهظة لأي صراع واسع، وضغوط القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة التي لا ترغب في انفجار الوضع في ظل حرب روسيا وأوكرانيا والتوتر مع الصين، إلا أنني أرى أن الواقع على الأرض يسير باتجاه معاكس: انزلاق تدريجي نحو مواجهة غير قابلة للسيطرة، خاصة إذا وقع حادث مفاجئ أو خطأ في التقدير.
ولكننى أرى ان المطلوب اليوم هو تعزيز مسارات الردع والتهدئة، وتفعيل وساطات دولية جديدة، وإعادة إحياء المسار الدبلوماسي ولو بصعوبة، لأن البديل هو حرب لن تكون نتائجها محصورة في إيران أو إسرائيل، بل ستمتد آثارها لتشعل المنطقة برمتها، وربما تعصف بأسعار الطاقة والأسواق العالمية أيضًا.
في النهاية، أرى أن تجدد الصراع الإيراني الإسرائيلي لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح خيارًا محتملًا بقوة إذا لم تتدارك الأطراف الموقف، وتوقف هذا التدهور الخطير قبل أن يصبح خروجًا عن السيطرة.