أثار مقطع فيديو متداول يظهر الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبعض الأشخاص يقبِّلون يده، جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
انقسمت الآراء بين من اعتبره تعاليًا وتكبرًا مرفوضًا دينيًا وأخلاقيًا، وبين من رآه من باب إكرام أهل العلم وتقديرًا واحترامًا لعلمهم وفضلهم.
تقبيل يد أهل العلم: حكمه وأدلته الشرعية
يوضح الحسين عبد اللطيف خضر، المدرس المساعد للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة المنصورة، أن إكرام أهل العلم واجب شرعًا. ويختلف التعبير عن هذا التقدير من بيئة لأخرى ومن زمن لآخر. وقد أجمع العلماء على أن تقبيل أيدي العلماء وأهل الفضل والصلاح جائز، ويُعد نوعًا من الإكرام والتقدير لهم.
وأضاف الحسين خضر أن الفقهاء يرون كراهة تقبيل يد غير أهل العلم، كأهل الرئاسة أو الجاه أو المال. ويستدل في ذلك بقول الإمام النووي رحمه الله في “المجموع” (4/ 636): “يُستحب تقبيل يد الرجل الصالح، والزاهد، والعالم، ونحوهم من أهل الآخرة، وأما تقبيل يده لغناه ودنياه وشوكته ووجاهته عند أهل الدنيا بالدنيا ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة، وقال المتولي: لا يجوز”.
كما أشار الحسين خضر إلى أن المحدث أبا الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري (المتوفى عام 1993م) قد خصص مؤلفًا لهذه المسألة سماه “إعلام النبيل بجواز التقبيل”، وقد ذكر فيه أدلة جواز ذلك.
ردًا على الجدل حول الدكتور أسامة الأزهري
أكد المدرس المساعد للشريعة الإسلامية أن الدكتور أسامة الأزهري يُعد من أهل العلم، وأن تقبيل الطلاب وغيرهم ليده يأتي من باب التقدير والاحترام لعلمه وفضله، موضحا أن هذا الفعل ليس بجديد، فقد جرت عليه عادة الطلاب مع الدكتور الأزهري ومع غيره من أهل العلم.
وأضاف أن هذا الفعل لا يحمل أي دلالة على الإهانة أو الذلة، خلافًا لما قد يظنه البعض، ولا يوجد مبرر للإنكار على من يقوم به.
واختتم حديثه بأن من لم يفعل ذلك أو من يرى رأيًا مخالفًا، فله رأيه، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.