أطلق مغني الراب والناشط النيجيري إيمانويل جريت أوكوجون دعوة للمطالبة بالعدالة والتعويض خلال احتجاج في المتحف البريطاني، حيث وقف أوكوجون أمام معرض برونزيات بنين في المتحف، حاملاً علمًا نيجيريًا كُتب عليه “مسروقة من أفريقيا.. تعويضات”، مطالبًا بإعادة القطع الأثرية المقدسة المنهوبة من مملكة بنين عام 1897 فورًا.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام بريطانية، وتناوله الإعلام المحلي في نيجيريا ودول غرب أفريقيا، لم تكن المظاهرة رمزية فحسب، بل كانت شخصية للغاية.، حيث أن أوكوجون يستخدم موسيقاه وصوته العام للدفاع عن الهوية والتاريخ والمقاومة الأفريقية، وهو فنان نيجيري المولد، ثوري، ومعلم، تمزج موسيقاه بين الروحانية الأفريقية والتاريخ والثورة، وهو مؤسس حركة الثورة الأفريقية.
وقال أوكوجون: إن استمرار حيازة المؤسسات الاستعمارية للعناصر الثقافية الأفريقية يشكل انتهاكا للذاكرة والكرامة والعدالة، أنهم يُخبئون أسلافنا خلف الزجاج ويُسمّونه فنًا.. هذه أشياء مقدسة سُرقت بالدم، وعلى العالم أن يفهم، نحن لا نتسول، بل نطالب بالعدالة.
ولا تزال برونزيات بنين، التي صودرت آلاف منها بعنف خلال الغزو البريطاني لبنين (الواقعة حاليًا في ولاية إيدو، نيجيريا)، متناثرة في مؤسسات غربية، ويحتفظ المتحف البريطاني بأكبر مجموعة منها، وفقا لعريضة التوقيع التي نشرها الفنان النيجيري عبر موقع change. org العالمي.
وبعد الاحتجاج، نشر أوكوجون عبر حسابه على إنستجرام هاشتاج #BringBackOurBronzes، حاثًا الآلاف على توقيع عريضة بعنوان “استعادة تراث أفريقيا المسروق: الاستعادة والتعويضات الآن”، مشيرا إلى أن العريضة متاحة على رابط الموقع العالمي change.org، ويمكن التصويت عليها من خلال: اضغط هنا https://www.change.org/p/return-africa-s-stolen-heritage-repatriation-and-reparations-now. مشددا على أن ذلك يخدم قضايا العدل والكرامة للقارة الأفريقية التي تخلصت من الاستعمار الغربي التاريخي.
ودعا الفنان النيجيري في العريضة إلى إعادة القطع الأثرية الأفريقية المنهوبة وتقديم تعويضات رسمية عن الجرائم الاستعمارية.
وقال في تصريحاته التي نقلتها وسائل إعلام نيجيرية: إنهم يبكون على المحرقة ويدفعون ثمنها، ولكن عندما يتعلق الأمر بأفريقيا، يتصرفون كما لو أن دمنا لم يُسفك، وأضرحتنا لم تُهدم، وقصصنا لم تُسرق، هل أجدادنا أقل استحقاقًا للذكرى؟ هل ألمنا أشد قتامة من أن يُرى؟ إذا كان بإمكان أوروبا الاعتذار ودفع تعويضات عن المحرقة، فلماذا يُعامل تاريخ أفريقيا على أنه تاريخٌ يمكن التخلص منه؟.
وأردف: أفريقيا تنهض.. هذا الجيل مستيقظ، لن نسمح بعد الآن للآخرين بأن يروا قصتنا، أو أن تبقى أجزاء مسروقة من هويتنا صامتة على أرض أجنبية.
إعادة القطع الأثرية الأفريقية المنهوبة
وبحسب العريضة، استجابت العديد من الدول للحركة العالمية المتنامية لإعادة التراث الأفريقي المسروق، وبدأت دولٌ مثل ألمانيا وهولندا بإعادة القطع الأثرية المنهوبة، كما أن متحف إيدو لفنون غرب أفريقيا، الذي افتُتح مؤخرًا في نيجيريا، على أهبة الاستعداد لاستقبالها، إلا أن المتحف البريطاني يظلّ مُمانعًا.
كما دعى الناشط النيجري في عريضته لإعادة التراث الأفريقي المسروق، كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للإستجابه لدعوته، والعمل على إعادة تراث الدول الأفريقية المسروق، معتبرًا أنه يدافع عن ملايين الأفارقة الذين نُهِب تراثهم خلال الحقبة الاستعمارية، من تماثيل بنين البرونزية في نيجيريا إلى التماثيل المقدسة في السنغال، ومن الكنوز الملكية في كوت ديفوار إلى التحف الثقافية في مالي.
وقال: رفعتُ علم نيجيريا أمام برونزيات بنين في المتحف البريطاني، وحملتُ رسالةً مفادها “هذه سُرقت من أفريقيا.. نريد تعويضات”.. اليوم، أناشدكم، أيها البريطانيون، حيث يحتفظ المتحف البريطاني بالعديد من القطع الأثرية الثقافية التي سُرقت من أفريقيا خلال الحقبة الاستعمارية، بإعادة هذه الكنوز المنهوبة إلى بلدانها الأصلية.
وأردف: أتوجه أيضًا إلى فرنسا، الدولة التي أقرّت بضرورة استعادة الآثار، لقيادة حركة عالمية من أجل العدالة، فتحتفظ فرنسا بأكثر من 90 ألف قطعة أثرية أفريقية في متاحفها، بما في ذلك متحف كاي برانلي ومتحف اللوفرن كما أدعو جميع الدول، بلجيكا والبرتغال وغيرهما، التي تحتفظ بآثار ثقافية نُهبت من أفريقيا إبان الاستعمار إلى إعادة هذه الكنوز إلى أوطانها.
حملات سابقة أعادت جزءًا من التراث المنهوب
في عام 2022، أعاد أحد المتاحف الرئيسية في مدينة كولونيا الألمانية مجموعة من القطع البرونزية الأثرية إلى نيجيريا، مما أضاف زخمًا إلى عمليات إعادة الآثار الأفريقية الذي يستمر في المتاحف الغربية.
وفي ذات العام أيضًا، أعلن متحف هورنيمان في لندن أنه سيعيد 72 قطعة أثرية نهبها جنود بريطانيون من نيجيريا أثناء توغل عسكري في البلاد عام 1897.
وقامت العديد من الدول الأوربية بإعادة هذه الآثار التاريخية، نتيجة ضغوطات متواصلة من الدول الأوربية، وهو ما يأمل الأفارقة في يستمر بشكل أكثر توسعا خلال الأعوام المقبلة، واستمرار ممارسة الضغوط من أجل إكمال إستعادة كل التراث الأفريقي.