في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية المتزايدة، يتساءل الكثيرون عن مدى تأثر الأسعار المحلية في مصر بالأزمات الدولية. وفي هذا الصدد، أوضح الخبير الاقتصادي حسام عيد، خبير أسواق المال، أن الأزمات العالمية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على اقتصاديات الدول، بما فيها مصر.
وأشار عيد خلال مداخلة هاتفية في برنامج “صباح البلد” على قناة “صدى البلد” إلى أن حصة روسيا الكبيرة في الإنتاج النفطي العالمي – حيث تعد ثاني أكبر منتج للنفط – كان لها تأثير كبير على تحركات أسواق الخام عالميًا، مما انعكس بدوره على أسعار العديد من السلع الاستراتيجية.
وأضاف أن الأزمات الجيوسياسية، وعلى رأسها الحرب بين روسيا وأوكرانيا – اللتان تمثلان معًا حوالي 33% من إمدادات الحبوب العالمية – أدت إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، مما دفع أسعار السلع الأساسية والغذائية للارتفاع على مستوى العالم.
ولفت الخبير إلى أن الاقتصادات النامية، بما فيها الاقتصاد المصري، هي الأكثر تأثراً بهذه التطورات، نظراً لاعتمادها على الاستيراد في العديد من السلع الأساسية. إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الحلول السياسية والمفاوضات الدولية يمكن أن تساهم في استقرار الأسعار وتهدئة الأسواق.
من ناحية أخرى، أشار عيد إلى تميز البورصة المصرية بالتنوع الاستثماري واستقرارها النسبي مقارنة ببعض البورصات العالمية، معتبرًا إياها واحدة من أقدم البورصات في العالم مما يمنحها مرونة وقدرة على تجاوز التحديات الدولية.
ويبقى الترابط بين الاقتصاد المصري والأسواق العالمية عاملًا حاسمًا في تحديد اتجاهات الأسعار محليًا، في ظل مشهد عالمي متقلب تطبعه الأزمات والتحديات الجيوسياسية.