تعد قصة تأسيس مركز زراعة الكبد ضد في مدينة دكرنس مثالاً على البذل الإنساني والدعم الرئاسي. فقد كشف الدكتور محمد عبد الوهاب، رائد جراحات زراعة الكبد في مصر، أن فكرة إنشاء المركز انبثقت من مأساة شخصية عاشها رجل الأعمال الراحل عادل عرفة، الذي فقد زوجته إثر إصابتها بتليف وفشل كبدي، بعد أن خضعت لعملية زراعة كبد خارج البلاد لم تنجح.
وأضاف عبد الوهاب، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “نظرة” على قناة “صدى البلد”، أن عرفة قرر، بعد رحيل زوجته، إنشاء مبنى متكامل لزراعة الكبد كصدقة جارية على روحها، مؤكدًا تمسكه بأن تكون الخدمة مقدمة بالمجان للمرضى. وقد بدأ العمل فعليًا في تشييد المبنى عام 2018، لكن المشروع توقف لسنوات، وظل حبيس الهيكل الخرساني غير المكتمل.
ولكن المفاجأة، كما تابع عبد الوهاب، جاءت بقرار من مؤسسة الرئاسة بتكليف استكمال المشروع وتجهيزه بأحدث النظم الطبية العالمية، بتكلفة بلغت قرابة المليار جنيه. ليتحول المركز إلى واحد من أكبر صروح زراعة الكبد، مجهزًا بأحدث غرف العمليات والرعاية المركزة وبأجهزة ألمانية متطورة.
وأوضح أن هذا المشروع يبرز دعم الدولة والقيادة السياسية للقطاع الصحي، لا سيما في إقليم الدلتا البعيد عن العاصمة. مشيرًا إلى أن عرض تجربة المركز في مؤتمر بموسكو أثار انبهار الحضور من وجود منشأة طبية بهذا المستوى في مصر، خاصة بعد تجاوز عدد العمليات التي أجراها حاجز الألف عملية.