حذر الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس، من المخاطر المتصاعدة للتغيرات المناخية على مصر والعالم، مشيرًا إلى أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.7 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر أدى إلى اضطرابات مناخية حادة، تمثلت في تغير أنماط الرياح والأمطار وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات، مما يهدد بشكل مباشر مناطق الدلتا والسواحل المصرية.
وأكد سمعان خلال مشاركته في برنامج “أهل مصر” على القناة الأزهرية، أن السبب الرئيسي لهذه الأزمة يتمثل في الزيادة الهائلة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، حيث ارتفعت تركيزاته في الغلاف الجوي من 280 جزءًا في المليون قبل الثورة الصناعية إلى نحو 420 جزءًا في المليون حاليًا، مما ساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل غير مسبوق.
وكشف الخبير البيئي عن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها مصر لمواجهة هذه التحديات، ومن أبرزها:
– إنشاء مصدات أمواج على امتداد الساحل الشمالي لحماية الشواطئ من التآكل
– زراعة أشجار المانجروف في البحر الأحمر كحاجز طبيعي ضد ارتفاع منسوب المياه
– التوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في إطار استراتيجية الدولة للتصدي للتغيرات المناخية حتى عام 2050
كما دعا سمعان إلى ضرورة تغيير السلوكيات الفردية إلى جانب الجهود الحكومية، من خلال:
– تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الملوثة
– المساهمة في زيادة الرقعة الخضراء
مؤكدًا أن مواجهة التغيرات المناخية لم تعد خيارًا ثانويًا بل أصبحت قضية وجودية ترتبط بالأمن القومي المصري واستقرار الأجيال المقبلة.