حقق مسلسل “ما تراه ليس كما يبدو” نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، خاصة مع حكاية هند التي تصدرت مؤشرات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي منذ عرضها عبر قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومنصة Watch it. هذا النجاح لم يكن مفاجئًا، فالحكاية، المستوحاة من قصة حقيقية، قدمت تجربة درامية عميقة ومؤثرة، بفضل الأداء الاستثنائي للنجمة ليلى زاهر وتأليف الكاتبة هند عبد الله.
“هند” قصة حقيقية… ومعاناة شخصية للكاتبة
كشفت مؤلفة العمل، هند عبد الله، في تصريحات صحفية أن كتابة السيناريو كانت تجربة شخصية صعبة، حيث مرت بفترة اكتئاب استمرت أربعة أشهر. كانت “هند” ترفض في البداية تحويل قصتها الشخصية إلى عمل فني، لكن إصرار المنتج كريم أبو ذكري كان الدافع وراء إنجاز المسلسل.
تتحدث القصة عن قضايا مجتمعية مهمة مثل الطلاق الغيابي، الذي عانت منه الكاتبة شخصيًا عندما تلقت خبر طلاقها “صادم وحزين” عبر رسالة واتساب بعد سنتين من زواجها.
تؤكد “هند” أن المسلسل ليس نسخة طبق الأصل من حياتها، فبعض الأحداث، مثل مشهد المواجهة، كانت من نسج الخيال لإثراء الحبكة الدرامية. وتقول: “لو رأيت طليقي الآن، لن أتحدث معه لأني تجاوزت هذه المرحلة، ولم أعد أتذكر ملامحه”.
ليلى زاهر… من الأدوار النمطية إلى قمة النضج الفني
أشادت الكاتبة هند عبد الله بأداء ليلى زاهر، معتبرة إياها الخيار الأمثل لتجسيد الشخصية. وتضيف: “ليلى تشبهني كثيرًا، واستطاعت أن توصل مشاعري بدقة. عندما شاهدت مشهد عدم تمكّنها من دخول شقتها، انهرت من البكاء لأنها جسدت إحساسي الحقيقي بالضياع في تلك اللحظة”.
من جانبها، أعربت ليلى زاهر عن سعادتها بهذا الدور الذي اعتبرته تحديًا حقيقيًا، قائلة إن شخصية “هند” كانت “صعبة ومليئة بالصراع والأحاسيس”. وأوضحت أنها كانت متوترة جدًا في البداية، لكنها عملت بجهد مع الكاتبة والمخرج خالد سعيد لتكون الشخصية مختلفة عن أدوارها السابقة. وتؤكد ليلى أن هدفها كان توصيل رسالة قوية للفتيات بضرورة الوعي بأنفسهن وتجنب العلاقات السلبية.
صناعة الأغنية والمنصات الرقمية: هل الأرقام هي معيار النجاح الوحيد؟
انتقل التقرير إلى قضية أخرى تهم صناعة المحتوى الفني، وهي معايير النجاح في عصر المنصات الرقمية.
تُعاني الأغنية اليوم من غياب معايير واضحة للنجاح، على عكس الماضي حيث كانت مبيعات شرائط الكاسيت ومؤشرات الشارع هي الفيصل. ومع انتشار منصات الاستماع الموسيقي، أصبح هناك تضارب كبير في قوائم “الأكثر استماعًا”. فمنصة قد تضع أغنية في القمة، بينما لا تكون الأغنية موجودة في قائمة أخرى، مما يثير تساؤلات حول مصداقية الأرقام المعلنة، لا سيما وأن معظم المنصات لا تكشف عن الأرقام الحقيقية للمستمعين.
هذا التضارب أدى إلى حالة من عدم اليقين، حيث أصبح المطربون والمتنافسون يتباهون بالنجاح بناءً على قوائم لا يمكن التحقق من صحتها. فالأسئلة تبقى معلقة: هل الأرقام تعكس استماعًا حقيقيًا أم أنها نتيجة للإعلانات المدفوعة؟ وهل يمكن أن تكون أغنية غير معروفة “صاحبة التريند”؟
هذه التساؤلات تُعيد النقاش حول أهمية التأثير الجماهيري الحقيقي للأغنية في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، كمعيار أكثر واقعية للنجاح، بدلاً من الاعتماد على أرقام قد لا تكون دقيقة.