أكد الكاتب الصحفي محمود سليم، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بحزب الوفد، أن إنشاء قوة عربية مشتركة بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة، موضحا أن الفكرة ليست جديدة، إذ طُرحت مرارًا على مدار العقود الماضية، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أعاد إحياؤها قبل نحو عشر سنوات، لكنها ظلت حبيسة الأدراج دون تطبيق فعلي.
وأشار سليم في تصريحات خاصة لـ«الصورة الحقيقية» إلى أن الشعوب العربية لطالما طالبت بتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1950، والتي بقيت مجمدة، رغم الحاجة المتزايدة إليها، مضيفا أن القمة العربية الإسلامية الحالية تُمثل فرصة جديدة لإحياء المشروع وتحويله إلى واقع يعكس تطلعات الشعوب.
وأوضح أن إنشاء هذه القوة سيعزز منظومة الأمن القومي العربي، ويُشكل قوة ردع ضد أي تهديدات خارجية أو داخلية، سواء من قِبل دول متدخلة أو تنظيمات إرهابية مثل داعش، كما يسهم في دعم الاستقرار داخل الدول التي تشهد نزاعات مسلحة.
وشدد على أن القوة العربية المشتركة ستُقلل من الاعتماد على التحالفات الدولية، وتمنح العرب قدرة أكبر على إدارة أزماتهم بأنفسهم، والتدخل السريع قبل تفاقم التوترات.
وأضاف أن هذا المشروع من شأنه أن يُعيد الاعتبار لمبدأ الدفاع العربي المشترك، ويُوفر مظلة جماعية لحماية الأمن الداخلي، ومساندة الحكومات الشرعية، وحماية المنشآت الحيوية من الهجمات الإرهابية أو التمردات المسلحة.
وأختتم بأن وجود قوة موحدة سيُعزز من قدرة الدول العربية على موازنة النفوذ الإقليمي والدولي، ويُقلص الحاجة إلى قوات حفظ السلام الأجنبية، مشيرًا إلى أنها يمكن أن تلعب دورًا فاعلًا في دعم الاستقرار الإقليمي بآليات عربية خالصة.
واختتم ريان تصريحاته بالتأكيد على أن الشعوب العربية تتطلع إلى خطوات تنفيذية جادة تتجاوز مجرد الطرح النظري، من خلال وضع إطار واضح لتشكيل القوة، وتحديد حجمها، ومهامها، وآليات مشاركتها، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تكون بداية حقيقية لحلم طال انتظاره في سبيل أمن عربي موحد.