قالت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر، إن السوشيال ميديا تحولت إلى مستنقع من الأحكام الجاهزة وصارت فيها الكلمة سيفًا، والحكم يصدر في لحظة دون محاكمة أو دليل”، مضيفة أن “حياتنا لم نعد نعيشها كما نريد، بل كما يريد الآخرون أن يروها”.
وسلطت الدكتورة جيهان مديح الضوء على أمثلة متنوعة لهذه الظاهرة، مشيرة إلى أن:
* “شخص يترك منصبه بعد أن أنهى مهمته، بدل أن يُقال عنه: ‘أدى واجبه على أكمل وجه وحان وقت الدماء الجديدة’، يُتهم فورًا بأنه ‘فاسد وحرامي’، وكأن الاستمرار هو الشرف، والرحيل هو التهمة.”
* “امرأة تعلن زواجها في سن متأخرة، بدل أن نقول: ‘ربنا يسعدها ويسترها في الحلال’، تنهال التعليقات: ‘كبرت خلاص.. عايزة إيه من الدنيا؟!’، وكأن الفرح له عمر محدد.”
* “شباب يعملون فرح بسيط أو كبير، بعرقهم وتعبهم وفلوسهم، بدل أن نشاركهم فرحتهم، نجد تعليقات جاهزة: ‘حرام عليكم تبذير!’، وكأن فرحتهم تحتاج تصريحًا.”
وأضافت الدكتورة مديح أن الأمر وصل إلى حد اتهام أي شخص ينجح بأنه “بالواسطة”، ومن يسافر بأنه “عايش في الوهم”، ومن يتغير شكله للأحسن بأنه “دفع فلوس وعمل عمليات”، وحتى من يعمل خير في صمت، يقال عنه “بيمثل عشان الناس تشوفه”.
واعتبرت رئيس حزب مصر أكتوبر أن “السوشيال ميديا تحولت لمستنقع من الآراء الجاهزة، الكل فيه ‘قاضٍ وجلاد’، بلا رحمة، بلا فهم، بلا محاولة لوضع النفس مكان الآخر”، مؤكدة أن “الأصل أن كل إنسان له حياته وقراراته، لا تخص أحدًا غيره، وأن أبسط قواعد الإنسانية هي أن ندعو للناس بالخير بدل أن نكسرهم بكلمة.”
ووصفت الدكتورة مديح هذا السلوك بأنه “وصاية لا مبرر لها.. وصاية تقتل البهجة، وتطفئ الفرح، وتحوّل كل إنجاز أو خطوة بسيطة إلى محاكمة جماهيرية”، ودعت في ختام تصريحها إلى أن “نُعيد لأنفسنا إنسانيتنا: نفرح لغيرنا، ونترك لهم مساحة يعيشوا كما يريدون، بدل أن نغرق أكثر فأكثر في مستنقع السوشيال ميديا.”