أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن تفاصيل الجدول الزمني والإجرائي لانتخابات مجلس النواب 2025 والتي تجرى على مرحلتين.
في البداية هنأ المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، الشعب المصري بمناسبة الذكرى الـ 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة. ووصف هذه الملحمة الوطنية الخالدة التي سطرتها القوات المسلحة بأنها تثبت أن “الحق يعلو وينتصر في النهاية”. وأكد أن انتصار أكتوبر سيظل “عيداً للفخر والعزة لكل مصري ورمزاً للقوة والإرادة التي لا تنكسر”.
وأشار بدوي إلى أنه في وقت تتصاعد فيه التحديات الإقليمية والدولية، يأتي استحقاق انتخابات مجلس النواب بعد أقل من شهر من إتمام عملية انتخابات مجلس الشيوخ، لتثبت مصر أنها بمثابة “الشراع والدقة للمنطقة بأكملها”.
وشدد على أن الانتخابات هي “تجسيد حي لقوة وتماسك الشعب في مواجهة حملات التشكيك التي تستهدف المؤسسات الوطنية”، ورسالة للجميع بأن مصر بتاريخها وحاضرها ووعي شعبها ستبقى كبيرة. وأكد أن الأمة تمر “بمرحلة فارقة من تاريخها تستوجب تكاتف الجميع، وعلينا إحسان الاختيار”.
ووجه رئيس الهيئة رسالة إلى الأحزاب قائلاً: “انطلقوا من مصلحة الوطن وارتقوا بمعايير الاختيار. ليست الغلبة في الكثرة، ولكن لمن يمتلك الفاعلية والتأثير. اختاروا صناع المستقبل، واجعلوا الكفاءة والنزاهة هي المعيار”. وأوضح أن المرشح الجيد هو “من يخدم بلده أولاً ويمتلك القدرة على التنفيذ”، مؤكداً أن “المقعد أمانة والاختيار مسؤولية”.
كما وجه رسالة إلى المرشحين مفادها أن الناخب المصري أصبح “أكثر وعياً وإدراكاً يختار”. مشدداً على أن “مجلس النواب ليس مغنماً أو منصباً، بل مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة”. وطالبهم بالالتزام بالقانون والدستور ومدونة السلوك، مشيراً إلى أن مسؤوليتهم كبيرة في خروج مشهد مجلس النواب بصورة تعبر عن الحياة النيابية المصرية.
أعلن المستشار حازم القاضي، أنه وفقاً للدستور والقانون، وبعد مجلس إدارة الهيئة في جلسته صباح اليوم السبت 4 أكتوبر 2025، تقرر دعوة الناخبين للإدلاء بأصواتهم.
تبدأ انتخابات مجلس النواب 2025 تلقي طلبات الترشح اعتباراً من الأربعاء 8 أكتوبر وحتى الأربعاء 15 أكتوبر 2025، يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، على أن يكون الموعد النهائي في اليوم الأخير هو الساعة الثانية ظهراً. وسيتم إعلان كشف أسماء المرشحين ونشره يوم الخميس 16 أكتوبر في جريدتي “الأخبار” و”الجمهورية”. بينما سيتولى القضاء الإداري الفصل في الطعون من يوم الأحد 19 أكتوبر وحتى الثلاثاء 21 أكتوبر. وسيتم إعلان القائمة النهائية للمرشحين يوم الخميس 23 أكتوبر، ويكون يوم السبت 25 أكتوبر هو آخر موعد للطعون.
تجرى الانتخابات على مرحلتين، وتشمل المرحلة الأولى محافظات الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، ومرسى مطروح.
تبدأ الدعاية الانتخابية لهذه المرحلة يوم 23 أكتوبر، ويكون الصمت الدعائي يوم 6 نوفمبر. وتُجرى الانتخابات في الخارج يومي 7 و8 نوفمبر، وفي الداخل يومي 10 و11 نوفمبر. وتُعلن نتيجة المرحلة الأولى وتنشر في الجريدة الرسمية والأخبار والجمهورية يوم 18 نوفمبر. في اليوم ذاته، تستأنف الدعاية لجولة الإعادة، ويتم الطعن على قرار الهيئة واللجنة خلال 48 ساعة لتفصل المحكمة الإدارية العليا في الطعون خلال عشرة أيام، لتبدأ بعدها فترة الصمت الدعائي لجولة الإعادة. وتُجرى الإعادة خارج الجمهورية يومي 1 و2 ديسمبر، وداخل الجمهورية يومي 3 و4 ديسمبر، على أن تُعلن نتيجة الإعادة للمرحلة الأولى يوم 11 ديسمبر.
تشمل المرحلة الثانية محافظات القاهرة، القليوبية، الدقهلية، الغربية، المنوفية، الشرقية، كفر الشيخ، دمياط، السويس، الإسماعيلية، جنوب سيناء، شمال سيناء، وبورسعيد.
تبدأ الدعاية لهذه المرحلة يوم 6 نوفمبر ويبدأ الصمت الدعائي يوم 20 نوفمبر. وتُجرى الانتخابات خارج الجمهورية يومي 21 و22 نوفمبر، وداخل الجمهورية يومي 24 و25 نوفمبر. وتُعلن نتيجة المرحلة الثانية يوم 3 ديسمبر. في اليوم ذاته، تُستأنف الدعاية لجولة الإعادة ويتم الطعن على النتيجة خلال 48 ساعة في موعد أقصاه 4 ديسمبر. وتفصل المحكمة الإدارية العليا فيما يُقدم إليها من طعون في الفترة من 5 ديسمبر وحتى 14 ديسمبر. وتُجرى الإعادة خارج الجمهورية يومي 15 و16 ديسمبر، وداخل الجمهورية يومي 17 و18 ديسمبر. وتنتهي انتخابات مجلس النواب بإعلان النتيجة النهائية للمرحلة الثانية يوم 25 ديسمبر.
واختتم المستشار حازم بدوي كلمته برسالة أخيرة لكل مصري ومصرية قائلاً: “تذكروا تضحيات الأجداد والآباء الذين قدموا التضحيات لينعم هذا الوطن بحرية وسيادة القرار. اختاروا من يدافع عن هذا الوطن ويواجه التحديات التي تواجه مستقبل الوطن”.
وأكدت الهيئة جاهزيتها الكاملة وتعهدها بأن تخرج الانتخابات “حرة نزيهة معبرة عن إرادتهم”. واختتم حديثه بالدعاء: “عاشت مصر وحفظ أهلها وشعبها من كل سوء”.
قال المستشار أحمد بنداري مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، إن مصر دولة قوية راسخة في الديمقراطية ثابتة في المواقف صامدة في الأزمات. وهي سمات فريدة ميزت الدولة المصرية منذ أقدم العصور، صنعتها إرادة صلبة عند كل مصري في أن يكون الأول والأفضل، لا يقبل التأخر عن الشعوب المتقدمة.
وأكد بنداري أن الحياة النيابية هي من علامات التقدم، وقد حرص المصريون على توفير قاعات ومنتديات للتوعية بالحياة النيابية، التي هي عنوان الديمقراطية للحياة التشريعية في مصر. مصر تسير على هذا النهج منذ بدأت مساعيها لاستقلال الإرادة، وقد سارت “أم الدنيا” ومثل يُحتذى به في ممارسة الديمقراطية الرشيدة.
ولفت مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات إلى أن مصر تجاوزت تحديات صعبة، لكنها لم تخلف الوعد ولم تتخلف عن المسار. والآن ننتقل بقطار الاستحقاقات الدستورية لانتخابات مجلس النواب. لدينا 135 عامًا من التاريخ البرلماني المشرف، تعاقبت خلالها 30 هيئة نيابية كان لها أعظم الأثر في تحسين المعيشة المصرية. وتقديراً لهذه اللحظة، تعمل الهيئة بكامل طاقتها لضمان النزاهة، وتواكب التطور وتُحدث البيانات وتختصر الجهد المبذول من ذوي الهمم وكبار السن.
وشدد على أن هذا هو الهدف الأسمى يمثل تجربة وطنية تدعو للفخر. وامتداداً لما قامت به الهيئة في انتخابات مجلس الشيوخ، فإنها حرصت على تغطية متطلبات العملية الانتخابية داخل وخارج مصر من صناديق وأدوات مكتبية، ومراجعة كافة نماذج طلبات الترشح.
منوها بأنه تم تصميم لوحات إرشادية في اللجان الفرعية، بعضها موجه لذوي الهمم من أصحاب الإعاقة السمعية والبصرية، كجزء أصيل في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنه، وهو ما أشادت به منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي خلال انتخابات الشيوخ.
وأشار إلى أنه تم التنسيق مع وزارة الصحة لتجهيز عدد كافٍ من المعامل واللجان الطبية لإجراء الكشوف الطبية والتحاليل اللازمة: 129 لجنة و 126 معملاً لاستيفاء الشروط الطبية للمرشحين. كما تم التنسيق مع البريد والبنك الأهلي وبنك مصر لفتح حسابات الدعاية وفقاً للقانون.
واختتم بنداري قائلا: كل لحظة ينفقها المواطن في عملية الاقتراع هي استثمار في المستقبل. إن الاختيار بين المرشحين يرسم وجه مصر لتبدو مصر في عيوننا وعيون أبنائنا أجمل وطن، فمصر تستحق.