أمريكا راعية الإرهاب في العالم، تحمي إسرائيل فيما ترتكبه من جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في تحدى صارخ لكل المواثيق والقوانين الدولية، وتعطي تصريحا مفتوحا لجيش الاحتلال بالعربدة كيفما شاء في فلسطين، بل وتوسيع بؤر الصراع وانتهاك حدود دول الجوار بأي طريقة شاء في مأمن من عقاب المجتمع الدولي.
جنوب أفريقيا انتفضت ثأرا للغزيين وتقدمت بدعوة قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لارتكابها أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني مطالبة في دعواها باتخاذ إجراءات الردع اللازمة ضد الاحتلال ومعاقبته، وناشدت المحكمة اتخاذ تدابير مؤقتة للحماية من الضرر الجسيم الذي لحق بالغزيين بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.
لقراءة مقالات الكاتب الصحفي سامي أبو العز اضغط هنــــــا
ولم تنتظر أمريكا موعد المحاكمة التي ستعقد عبر جلسات استماع علنية في قصر السلام بلاهاي يومي 11 و12 يناير الجاري، حيث أعلن جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن الأمريكي أن هذه الدعوى لا أساس لها، وتؤتي نتائج عكسية، ولا تستند إلى أي حقائق.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الاتهامات التي وجهتها جنوب أفريقيا إلى الاحتلال قائلا «لم نرصد حتى الآن أي أعمال تشكل إبادة جماعية في الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة».
الأمر الذي يدفعنا إلى تعريف الإبادة الجماعية، وهل ارتكبت إسرائيل أفعالا تدخل ضمنها وتخضعها للعقاب؟ أجاب على هذا التساؤل آلان جابون، أستاذ الدراسات الفرنسية في جامعة فيرجينيا، في مقال نشره موقع ميديل إيست أي البريطاني، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي متورط بارتكاب 8 أشكال للإبادة الجماعية نتعرف عليها خلال السطور التالية.
أولا: القتل عبر القصف العشوائي الذي يستهدف المدارس والمستشفيات والمباني السكنية بشكل مباشر، وتظهر الحقائق أن أكثر الضحايا من المدنيين.
ثانيا: التجويع عبر منع امدادات الغذاء والمياه.
ثالثا: التجريد من الرعاية الطبية من خلال تدمير المستشفيات والمراكز الصحية ما يضمن لإسرائيل موت العديد من الجرحى لعدم تلقيهم العلاج.
رابعا: نشر الأمراض عبر تدمير البنية التحتية الطبية، إلى جانب الظروف المعيشية الكارثية ما يهدد بموجة أخرى من الوفيات.
خامسا: الانهاك من خلال عمليات الإخلاء القسري والانتقال المتكرر من منطقة إلى أخرى.
سادسا: تدمير البيئة وإحداث تلوث دائم.
سابعا: تفتيت المجتمع والتدمير المنهجي للهياكل الحكومية والإدارية وتقطيع الروابط الاجتماعية عبر سياسة التهجير.
ثامنا: كسر المعنويات على مدى عقود عبر الحرب النفسية لتعزيز الشعور باليأس والعجز بين السكان وعلى رأسهم الأطفال الذين عانوا الاكتئاب والأفكار الانتحارية.
ويبقى غير ذلك استخدام الاحتلال للقنابل الفسفورية المحرمة دوليا، والقنابل الغير موجهة لإحداث أكبر ضرر ممكن على مختلف الأصعدة.
باختصار.. حال غزة وما آلت إليه الأوضاع لم يشهد له العالم مثيلا وفقا لأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، كما ندد مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مساء الجمعة، بالأوضاع الإنسانية السيئة التي يعيشها الغزيين، مؤكدا أن القطاع أصبح مكانا لليأس والموت، وأن هناك كارثة صحية تلوح في الأفق، مضيفا أن عشرات الآلاف من الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال قتلوا وأصيبوا، وأن الأمراض المعدية باتت تنتشر في الملاجئ المكتظة بسبب فيضانات مياه الصرف الصحي.
تبقى كلمة.. سقط المجتمع الدولي في غزة بجدارة، ووقف صامتا على مدار ثلاثة أشهر كاملة من الدمار وحرب الإبادة دون أن يحرك ساكنا خوفا من غضب راعي الإرهاب الأمريكي صاحب الفيتو الصادم.
والحل من وجهة نظري أن ينتفض العرب والمسلمين مستخدمين أوراق ضغوطهم وما أكثرها للتفاوض مع واشنطن للوصول إلى حلول قاطعة وجذرية لأن اليهود لا ينصاعون إلا لـ «ماما أمريكا»، ولا يرون أحدا غيرها.. اليوم نبكي على غزة وغدا لا ندري على من نبكي سواها.