في خطوة غير مسبوقة، أصبح هلكوت زاهير الموسيقار الأول عالميًا من حيث عدد الألحان المسجلة، وفقًا للسيستم الفرنسي المعتمد لتصنيف وحصر الأعمال الموسيقية، بعد ما تخطى عدد ألحانه المسجلة ثلاثة آلاف وثمانية (3008 لحن)، وهو رقم يعكس ليس فقط غزارة إنتاجه، بل تنوعه العميق وقدرته على استيعاب مدارس وأنماط موسيقية متعددة.
هذا الإنجاز يرسخ اسم هلكوت زاهير في سجلات الموسيقى العالمية كظاهرة فريدة، تتطلب طاقة إبداعية جبارة والتزامًا فنيًا متواصلاً على مدى سنوات طويلة. كل لحن من هذه الآلاف يمثل حكاية فنية قائمة بذاتها، شكّلت جزءًا من الذاكرة السمعية لجمهور عريض في الشرق الأوسط وخارجه.
تعاونات مع عمالقة ونُجوم الوطن العربي
تميزت رحلة هلكوت زاهير الفنية بسخاء التعاون مع نخبة من أبرز وألمع نجوم الغناء في الوطن العربي، وهو ما يدل على ثقة الفنانين الكبار في لمسته الموسيقية المميزة.
هلكوت زاهير: أرقام قياسية وتكريمات عالمية
تميز هلكوت زاهير بمرونة إبداعية وتنوع في تعاونه، حيث لحّن لعدد كبير من نجوم الغناء في الوطن العربي ومناطق أخرى، مما أثرى المشهد الموسيقي بمزيج من الألحان الخالدة.
من الفنانين العرب: علي الحجار، سميرة سعيد، ميادة الحناوي، سعاد حسني (ألحان عُرضت ضمن أعمالها)، صباح، فضل شاكر، لمياء جمال، ديانا كرزون، حسنا مطر، نورا الرحال، ليال عبود، محمد صلاح، ومصطفى كوردي.
ومن الفنانين الأكراد: ليلي فريقي، ميرا علي، عمار الكوفي، مرزية فريقي، عبدالقهار زاخوي، ناصر رزازي، ميكايل، باخان، أيوب علي، عدنان تيمور، لوران محمد، تارا رسول، جوبي فتاح، لوكه زاهير، ألان عمر، سريل دانا، غني دينا، أيلايده متين، شيرين خاني، أرارات هه ڤال، دشني مراد، لاڤين نوري، بروا أرسلان، هونه ر أحمد، لاميا، دلنيا رزازي.
سجل حافل بالتكريمات والجوائز
ونظرًا لغزارة إنتاجه وعمق تأثيره الفني، حظي الموسيقار هلكوت زاهير بعشرات التكريمات في مختلف الدول العربية والمنظمات الدولية، مما يؤكد على دوره الريادي في عالم التلحين.
عام 2012: كان عامًا فارقًا في مسيرته، حيث حصل على جائزة أفضل ملحن بالشرق الأوسط.
تتويج متتالٍ: نال لقب “شيخ الملحنين” عام 2022 و “أيقونة التلحين” عام 2023 لدورتين متتاليتين من قبل مؤسسة سوسن العالمية، بقيادة الدكتورة سوسن السيد.
عام 2024 (عام التقدير):
حصل على جائزة أفضل ملحن بالوطن العربي في القاهرة.
تم تكريمه تحت مظلة الأمم المتحدة في بغداد من قبل الدكتور محمد الحسان، برفقة المطربة لمياء جمال والمطرب ميرا علي.
نال تكريمًا خاصًا من مهرجان “عيون” في نفس العام، حيث حملت الدورة اسمه تكريمًا لمسيرته الفنية.
كُرم أيضاً في ملتقى التميز والإبداع الفني في مصر.
سطر زاهير ألحانًا خالدة لنجوم أثرت في تاريخ الأغنية العربية، مما أضاف إلى رصيده عمقًا وتنوعًا بين الطرب الأصيل والأغنية العصرية، ولم يكتفِ بالتعاون مع الأسماء المؤسسة، بل مدّ جسور الإبداع لدعم الأصوات الجديدة والمميزة مساهماً بذلك في صقل مسيرتهم وإثراء المشهد الغنائي بلمساته المتفردة.
إن هذه التوليفة من التعاونات تؤكد قدرة زاهير على التلون الموسيقي، والتكيف مع خامات صوتية مختلفة، وصناعة الهوية اللحنية لكل فنان عمل معه.
لقد ترك هلكوت زاهير بصمة تاريخية خالدة في المشهد الفني والوطني العراقي من خلال تقديمه اللحن الرسمي الجديد للنشيد الوطني، بالتعاون مع الشاعر كريم العراقي.
شكّل التعاون الوثيق بين هلكوت زاهير والموسيقار المصري يحيى الموجي -الذي قام بتوزيع أغلب ألحانه- محطة مفصلية ومهمة جداً في مسيرة زاهير الفنية. كما أثرى مشواره الفني أيضاً إشراف الموسيقار كاوه شيخ على جميع أعماله من خلال الهندسة الصوتية، مما ضمن جودة وإتقان جميع إصداراته.
هلكوت زاهير: المستقبل الموسيقي
في الختام، فإن رقم (3008) لحنًا ليس مجرد إحصائية، بل هو شهادة على مسيرة فنية استثنائية، وموسيقار أثبت بالعمل الجاد والعبقرية الفطرية أن الموسيقى لا تعرف حدودًا ولا سقفًا للإبداع. يظل هلكوت زاهير مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ونقطة مضيئة في خارطة الموسيقى العالمية، ونترقب بشغف ما سيقدمه هذا المبدع في رحلته الفنية التي لا تعرف التوقف.
وبذلك يُعد الموسيقار هلكوت زاهير قامة فنية استثنائية، لم يقتصر تأثيره على الساحة العربية فحسب، بل امتد ليحجز له مكانة عالمية بارزة. لم يكن زاهير مجرد ملحن، بل هو مؤسسة فنية متنقلة، تجسدت عبقريتها مؤخراً في إنجاز تاريخي وضعه في صدارة المشهد الموسيقي العالمي.
إن مسيرة هلكوت زاهير هي مثال حي على أن الإبداع الحقيقي لا يعترف بالحدود، ليصبح أيقونة خالدة يشار إليها بالبنان في تاريخ الموسيقى العالمية.







