سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري الضوء على تقرير هام صادر عن منظمة “بروجيكت سينديكيت”، يؤكد أن المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي قد تحولت بشكل حاسم من سباق الخوارزميات والرقائق إلى سباق الكهرباء والطاقة النظيفة.
الصين تتفوق بـ “عجلة الطاقة والحوسبة”
أوضح التقرير أن الصين تتمتع بتفوق واضح في هذا السباق الجديد، وذلك لاعتمادها على عاملين رئيسيين:
-
نهج المصدر المفتوح: تتبنى الصين نهجاً مفتوح المصدر في الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لنماذجها مثل “ديب سيك” و”كوين” و”كيمي” بمضاهاة الأنظمة الأمريكية المتقدمة (مثل “جي بي تي-4”) في الأداء.
-
خفض التكلفة الهائل: تتمكن النماذج الصينية من خفض تكلفة التشغيل إلى عُشر تكلفة الأنظمة الأمريكية التي تعتمد على نماذج مغلقة وتتطلب استثمارات ضخمة في الحوسبة.
وأكد التقرير أن هذا التفوق مدعوم بجهود الصين غير المسبوقة في الطاقة، حيث أضافت في عام 2024 نحو 356 جيجاوات من الطاقة المتجددة، وهو ما يتجاوز ما أضافته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند مجتمعين، إضافة إلى مضاعفة سعة تخزين البطاريات ثلاث مرات عن مستويات 2021، واستثمارها الكثيف في الطاقة النووية لتأمين مصدر طاقة مستقر.
تضاعف استهلاك الكهرباء وتهديد للدول الغربية
حذر التقرير من أن النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى مضاعفة استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات بحلول عام 2030، مستنداً إلى بيانات الوكالة الدولية للطاقة. وأشار التقرير إلى أن تدريب نموذج واحد فقط مثل “جي بي تي-4” يستهلك ملايين الكيلووات/ساعة، وهو ما يكفي لتشغيل مدينة بحجم سان فرانسيسكو لعدة أيام.
-
“عجلة الطاقة-الحوسبة”: وصف التقرير المزيج الصيني من الطاقة النظيفة والنماذج المفتوحة بأنه يشكل “عجلة طاقة-حوسبة” متكاملة، حيث تعمل الطاقة على تغذية الحوسبة التي بدورها تحسن كفاءة الشبكة الكهربائية عبر أنظمة التعلم الآلي، جاعلةً مراكز البيانات بمثابة “محطات طاقة جديدة في العصر الرقمي”.
-
تحذير للدول الغربية: حذر التقرير من أن الدول الغربية تواجه قيوداً حقيقية في الطاقة بسبب شبكاتها المتهالكة وارتفاع التكاليف، الأمر الذي قد يحد من قدرتها على توسيع مراكز البيانات اللازمة لمواكبة سباق الذكاء الاصطناعي.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن الدولة التي تمتلك القدرة على تحويل الكهرباء إلى تفوق تكنولوجي هي من ستعيد صياغة قواعد التقدم البشري، كما حدث في الثورات الصناعية السابقة.










