كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة “تقارير العلوم الأثرية” بتاريخ 30 نوفمبر عن حالة استثنائية تعود إلى العصر النحاسي (4500 إلى 3500 قبل الميلاد)، حيث نجا فتى مراهق (يتراوح عمره بين 16 و18 عامًا) من هجوم أسد وحشي في المنطقة التي تُعرف الآن ببلغاريا.
تفاصيل الهجوم والإصابات:
تشير بقايا الهيكل العظمي، الذي عثر عليه مدفوناً، إلى أن الأسد أسقط الشاب أرضاً قبل أن يعض رأسه عدة مرات، تاركاً ثقوباً عميقة في الجمجمة. وتؤكد الباحثة الرئيسية، ناديزدا كاراستويانوفا، عالمة الآثار الحيوانية، أن نمط الثقوب يتطابق تماماً مع الصدمة الناتجة عن عضة حيوان لاحم ضخم، ولا يمكن أن يكون ناتجاً عن أسلحة أو أضرار ما بعد الوفاة. وقد أفادت الدراسة بأن إحدى الجروح تحديداً ألحقت ضرراً محتملاً بالأغشية السحائية، مما يجعل سلامة دماغ المراهق “مشكوكاً فيها”، كما تعرضت ساقاه وذراعه اليسرى لجروح عميقة أدت إلى تلف العضلات والأوتار.
نجاة قصيرة ورعاية مجتمعية:
تُعدّ الأدلة التاريخية على هجمات الأسود على البشر نادرة، وما يجعل هذه الحالة استثنائية هو نجاة المراهق من الصدمة الأولية للهجوم. وتظهر الجمجمة علامات واضحة على التئام الجروح، مما يشير إلى أنه تلقى رعاية طبية بعد الهجوم واستمر على قيد الحياة لفترة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجراحه الشديدة. ونظراً للإعاقة الشديدة التي عانى منها، ترجح كاراستويانوفا أنه تلقى رعاية ومساعدة من أفراد مجتمعه.
الدفن الغامض:
عُثر على جثة المراهق مدفونة في وضعية القرفصاء ويداه أمام وجهه. وعلى الرغم من تلقيه الرعاية، إلا أن غياب أي متعلقات جنائزية بجوار هيكله، وعمق الدفن مقارنة بالآخرين في موقع كوزاريفا موغيلا، يوحيان بأنه ربما كان ينتمي إلى طبقة اجتماعية متدنية أو كان يُخشى جانبه داخل مجتمعه بعد الهجوم.











