في أعقاب الفاجعة التي ألمت بالوسط الفني برحيل الفنانة نيفين مندور، أطلق خبراء الحماية المدنية صرخة تحذيرية لمواجهة الارتفاع الملحوظ في حوادث الحرائق المنزلية مع دخول فصل الشتاء، مشددين على ضرورة إعادة النظر في عادات استخدام وسائل التدفئة التي قد تتحول في لحظة من مصدر للدفء إلى فخ للموت.
الدخان.. “القاتل الخفي” الذي يسبق النيران
أكد اللواء أيمن سيد الأهل، استشاري وخبير الحماية المدنية، أن الفهم الخاطئ لمخاطر الحرائق يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ موضحاً أن الغالبية العظمى من الوفيات لا تحدث بسبب الحروق المباشرة، بل نتيجة استنشاق الدخان والغازات السامة، وعلى رأسها أول أكسيد الكربون. هذا الغاز، المعروف بـ”القاتل الصامت”، يفتك بالضحايا أثناء نومهم دون أن يشعروا، حيث يحل محل الأكسجين في الدم ويؤدي إلى الوفاة سريعاً.
روشتة النجاة: كيف تؤمن منزلك في الشتاء؟
ولتحويل المنازل إلى بيئات آمنة، وضع خبير الحماية المدنية مجموعة من الضوابط الوقائية الصارمة التي يجب اتباعها:
-
حظر التدفئة أثناء النوم: شدد الخبير على ضرورة إطفاء كافة أجهزة التدفئة (سواء كانت دفايات كهربائية أو تكييفات) قبل الخلود إلى النوم. وتقتصر التدفئة على فترة ما قبل النوم فقط لضمان عدم حدوث ماس كهربائي أو انبعاث غازات خانقة أثناء غياب الوعي.
-
التعامل المباشر مع الكهرباء: حذر “سيد الأهل” من استخدام “المشترك الكهربائي” أو الوصلات الخارجية لتشغيل الدفايات، نظراً للأحمال العالية التي تستهلكها، مؤكداً وجوب توصيلها مباشرة بـ “البريزة” (مقبس الحائط) لتجنب الانصهار والماس الكهربائي.
-
فحص دوري للأجهزة: ضرورة التأكد من سلامة الأسلاك والتوصيلات الداخلية للأجهزة قبل البدء في استخدامها موسمياً.
التوعية المجتمعية.. مسؤولية مشتركة
تأتي هذه التحذيرات في وقت يشهد فيه فصل الشتاء اعتماداً كلياً على الكهرباء للتدفئة، مما يرفع نسب الخطورة. وأشار الخبير إلى أن الالتزام بهذه القواعد البسيطة يمثل حائط الصد الأول ضد الكوارث المنزلية، داعياً الأسر المصرية إلى توخي الحذر الشديد وعدم الاستهانة بمخاطر “الأدخنة” التي تعد أكثر فتكاً من النيران ذاتها.










