100 يوم من الخراب والدمار الغير مسبوق تعرض له الغزيين على مدار الساعة من قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، برا وبحرا وجوا.
2400 ساعة متواصلة عمر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أهالي القطاع، باستخدام كل الأسلحة المشروعة والغير مشروعة المحرمة دوليا.
الأهالي يصارعون الموت كل لحظة ما بين طرفة عين وإفاقتها يختفي مواطنون من فوق الأرض ويرتقون إلى السماء لينضموا إلى طابور الشهداء الممتد من غزة إلى جنة الخلد.
التواطؤ أصاب المجتمع الدولي بالخرس، وأعطى الدعم الأمريكي اللامحدود المشروعية للمغتصب، بل وأعطاه تصريح مفتوح باستكمال المحارق والمجازر والعنصرية في أبغض صورها.
جنوب أفريقيا اخترقت الصمت، ورفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية لوقف المهزلة، ورغم المقاومة الجبارة لمنع إدانة الاحتلال، وحتى إن أقرت المحكمة أفعال الإبادة والتجويع، فإن الفيتو الأمريكي ينتظرها على أبواب مجلس الأمن ليحول دون اتخاذ إجراءات دولية ضد إسرائيل.
نتنياهو مصمم على المضي قدما في تنفيذ مخططه حتى يحقق أهدافه المعلنة، مؤكدا أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ستستغرق عدة أشهر أخرى، وأنه خلال حرب الـ100 يوم تم استعادة نصف الرهائن، ولن نتوانى خلال الفترة المقبلة حتى إعادة باقي الرهائن.
من 7 أكتوبر حتى 14 يناير 100 يوم بالتمام والكمال ارتكب خلال الاحتلال جرائم يشيب لها الولدان، وسوف تتوقف أمامها محاكم التاريخ طويلا نموذجا لأكبر حرب نازية في العصر الحديث، وتاليا أرقام المذبحة في سطور.
• بلغ عدد الشهداء 31497 شهيدا بما فيهم المفقودين تحت الأنقاض
• وصل عدد المصابين إلى 61079 مصابا
• استشهاد 113 إعلاميا
• وصل عدد الفلسطينيين النازحين 1955000
• تم تدمير 69700 وحدة سكنية تدميرا كاملا
• بلغ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة 187300
• تم تدمير 169 مقر صحيفة
• بلغ عدد المدارس المتضررة 320 مدرسة
• المنشآت الصناعية المدمرة 1671
• تدمير 239 مسجدا و3 كنائس
• استشهاد 295 عاملا صحيا وإصابة 342 أخرين
• تضرر 183 مرفق صحي منها 23 مستشفى و57 عيادة و103 سيارة إسعاف
• تدمير 198 موقعا أثريا
• استشهاد وإصابة 167 من العاملين في الدفاع المدني
• اعتقال واختفاء 2470 مواطنا فلسطينيا
وفي يومه الأول بعد المائة واصل العدو الصهيوني القصف بالمدفعية والطيران على مختلف القطاع المحاصر وشبه المدمر، وأفادت مصادر باستشهاد 33 فلسطينيا وإصابة العشرات جراء القصف المباشر لمنازل غزة فجر الاثنين.
وواصل العدوان جرائمه في قطع خدمات الاتصالات والإنترنت على القطاع المحاصر لليوم الرابع على التوالي، في المقابل بثت كتائب القسام تسجيلا مصورا يظهر عملية قصف مدينة أسدود في ضواحي تل أبيب بدفعة من الصواريخ ردا على المجازر الإسرائيلية بحق الغزيين.
باختصار.. إسرائيل دخلت الحرب في غزة وفق مخطط يمتد إلى أسبوعين فقط تنتهي خلالها من تفكيك «حماس» والقضاء عليها، وبل وتهجير الغزيين إلى دول الجوار، ورغم الدمار الشامل واستخدامها الأسلحة المحرمة دوليا والإبادة الجماعية، ومرور أكثر من 100 يوم لازالت إسرائيل غير قادرة على تحقيق أهدافها وتحرير الرهائن، ومازالت المقاومة قادرة على القتال، ولازالت فلسطين عربية وستبقى أبد الآبدين.
الخبراء العسكريون يرون أن المقاومة لازالت قادرة على المضي في المعركة وإطلاق الصواريخ من القطاع، وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال، واستهداف مواقع استراتيجية داخل تل أبيب.
وحتى هذه اللحظة لازالت المقاومة الفلسطينية تحتفظ بقدرات وبنية تحتية قادرة على التصدي للحملة الصهيونية، كما أنها لازالت تحتفظ بقدرات عسكرية وصاروخية طويلة الأمد سوف تلعب دورا حاسما في مسار المعركة خلال الأيام المقبلة.
تبقى كلمة.. رغم هجمات الاحتلال البربرية وما احدثته من هولوكوست إنساني مرعب، بدعم غير محدود من أمريكا وحلفائها، فإننا نؤكد أن المقاومة تملك نقاط قوة كثيرة أهمها الإيمان بالقضية والدفاع عنها مهما كان الثمن، فإنها قضية عقائدية في المقام الأول قد لا يفهم معناها المحتل الغاصب، ولكن يفهمها جيدا الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين الذين يعرفون جيدا معنى الوطن ويضحون بأرواحهم فداء له.
ويتمثل ثاني مصادر قوة الغزيين والمقاومة في شبكة الأنفاق الكبيرة التي تنطلق منها العمليات والتي فشل جيش الاحتلال في تدميرها، أو إدارة المعارك بداخلها، وتكبد فيها خسائر كبيرة.
وثالث هذه النقاط ويمثل نقطة مؤثرة جدا هي الرهائن الذين لا يزالون تحت قبضة المقاومة إلى جانب خسائر الاحتلال العسكرية الكبيرة.. ولا ننسى القدرات البدنية والقتالية للفصائل التي مزجت بين الحرب النظامية وحرب العصابات والعمليات الخاصة، فبثت الرعب في قلوب جنود الاحتلال وداعميهم «أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ».
[email protected]