مصر بلد غني بالموارد والإمكانيات، لكننا بحاجة إلى خطة عمل واضحة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الموارد، وحان الوقت للتحرك، والبدء في تنفيذ مشاريع استراتيجية في مختلف المجالات لخلق مستقبل أفضل لمصر.
في هذا المقال، سأطرح بعض الأفكار لخطوات عملية يمكننا اتخاذها للنهوض بمصر في مجالات الطاقة الكهربائية، والتصنيع، والسياحة، والرياضة.
أولًا، من المهم أن نتعلم من تجارب الدول التي سبقتنا في مجال الطاقة الشمسية، مثل ألمانيا، والصين، والولايات المتحدة، إذ يمكننا إرسال وفود من خبراء الطاقة والمهندسين لزيارة هذه الدول والتعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في مجال الطاقة الشمسية.
ويمكننا التعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة الشمسية لتأسيس مشاريع مشتركة في مصر، وسيساعدنا ذلك على نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الدولة، وخلق فرص عمل جديدة.
كما يمكننا إرسال وفود من خبراء الصناعة والمهندسين لزيارة الدول المتقدمة في مجال التصنيع، مثل ألمانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وسيساعدهم ذلك على التعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في مجال التصنيع، ورفع كفاءة الصناعة المصرية.
ويمكننا التعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجال التصنيع لتأسيس مشاريع مشتركة في مصر، وسيساعدنا ذلك على جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة.
ويمكننا إنشاء مدن ترفيهية على غرار ديزني لاند وليجو لاند لجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وستساعد هذه المدن على تنشيط السياحة في مصر، وخلق فرص عمل جديدة، ويمكننا التعاون مع شركات السياحة العالمية للترويج للدولة كوجهة سياحية مميزة، إذ يساعدنا ذلك على زيادة عدد السياح، وتحقيق عائدات اقتصادية كبيرة.
رياضيًّا، من المهم تطوير الأندية الرياضية في جميع المحافظات المصرية لخلق بيئة مناسبة لممارسة الرياضة، وسيساعد ذلك على اكتشاف المواهب الرياضية الجديدة، وتحسين مستوى الرياضة في مصر.
كما يمكننا الاستثمار في بناء استادات رياضية كبرى لاستضافة البطولات الرياضية الدولية، إذ سيساعد ذلك على جذب السياح من جميع أنحاء العالم، وتحقيق عائدات اقتصادية كبيرة.
ولتحقيق هذه الخطة يجب التغلب على نقص العملة الأجنبية، خاصةً الدولار الأمريكي، التي تُعد أحد أهم التحديات التي تواجهها مصر حاليًّا، ولكن يجب أن نطرح تساؤلًا مهمًا: كيف يمكننا تحويل الدولارات الموجودة في السوق السوداء إلى أصول ملموسة تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي؟
وينفر المستثمرون من استثمار أموالهم في بيئة اقتصادية غير مستقرة، إذ يُنظر إلى السوق السوداء على أنها بيئة غير موثوقة، وتُعيق الإجراءات المعقدة والروتين المُتبع في المؤسسات الحكومية عملية جذب الاستثمارات، ولا يدرك الكثير من المصريين أهمية الاستثمار في المجالات الإنتاجية، مثل الصناعة والزراعة والسياحة.
ومن الحلول التي يمكن طرحها، خلق بيئة استثمارية مواتية، فيجب على الحكومة العمل على خلق بيئة استثمارية آمنة ومُشجعة، من خلال تسهيل الإجراءات وتوفير حوافز للمستثمرين، ويجب أيضًا نشر الوعي بأهمية الاستثمار في المجالات الإنتاجية، من خلال حملات إعلامية مُكثفة وبرامج تعليمية مُوجهة لجميع فئات المجتمع.
ومن الضروري دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إذ تُعدّ المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أهم روافد الاقتصاد الوطني، لذا يجب دعمها من خلال توفير التمويل اللازم وتقديم التدريب والتأهيل لأصحابها.
ولا شكّ أنّ تحويل الدولارات الموجودة في السوق السوداء إلى أصول ملموسة هو أمرٌ مُمكن، لكنّه يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، بدءًا من الحكومة مرورًا بالمستثمرين ووصولًا إلى المواطن العادي.
وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية، بات من الضروري التركيز على مشاريع متكاملة تُحقق الاكتفاء الذاتي للدولة المصرية، ونرى أن بعض المشاريع التي تنفذها الدولة حاليًّا تُنفذ بدراسات جدوى فندقية فقط، دون التركيز على التكامل بين مختلف القطاعات لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ونحتاج إلى نموذج جديد للمشروع، نموذج يبدأ من توفير المواد الخام محليًّا، مرورًا بتصنيعها وتسويقها، وصولًا إلى التصدير، فعلى سبيل المثال، بدلًا من التركيز على زيادة إنتاج اللحوم فقط، يجب التركيز على سلسلة القيمة بأكملها، من إنتاج العلف إلى تربية السلالات المُنتجة، لضمان توفير اللحوم بأسعار مناسبة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ونُدرك أن تنفيذ هذا النموذج الجديد للمشاريع يواجه العديد من التحديات، مثل البيروقراطية التي قد تُعيق الإجراءات البيروقراطية المعقدة تنفيذ المشاريع بسرعة وفاعلية.
وقد تواجه بعض المشاريع صعوبة في الحصول على التمويل اللازم، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وقد لا يتوفر لدى بعض القطاعات المهارات والخبرات اللازمة لتنفيذ المشاريع المتكاملة.
ولكننا نستطيع مواجهة هذه التحديات من خلال التعاون مع الحكومة، إذ نُؤمن بأهمية التعاون مع الحكومة لتسهيل تنفيذ المشاريع المتكاملة وتذليل العقبات التي تواجهها، وتكوين فريق عمل متخصص من ذوي الخبرة في مختلف المجالات لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وفعالية، كما نُؤمن بأهمية نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية هذه المشاريع ودورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
ونُؤمن إيمانًا راسخًا بأن تنفيذ مشاريع متكاملة تُحقق الاكتفاء الذاتي هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة لمصر، ونُناشد الجميع بتضافر الجهود للعمل على تحقيق هذا الهدف النبيل.
لمتابعة آخر الأخبار زورونا عبر منصاتنا
موقع الصورة الحقيقية اضغط هنــــا
فيسبوك الصورة الحقيقية اضغط هنـــــا
تويتر الصورة الحقيقية اضغط هنـــــــــــــا
يوتيوب الصورة الحقيقية اضغط هنـــــــا