كوب 28.. تنطلق أعمال مؤتمر الأطراف “COP28” يوم 30 نوفمبر الجاري لتمتد يومي 1 و 2 ديسمبر 2023، بمشاركة أكثر من 1000 من رؤساء الدول والحكومات وقادة الأعمال التجارية والخيرية والمنظمات غير الحكومية وصنّاع السياسات الساعين إلى تسريع وإبراز التقدم المحرز لتحقيق الأهداف المناخية والانتقال نحو خفض الانبعاثات في القطاعات الصناعية من خلال التعاون الحيوي بين القطاعات الحكومية والخاصة والخيرية.
أهداف كوب 28
يهدف منتدى “COP28” المناخي للأعمال التجارية والخيرية، الأول من نوعه، إلى تعزيز مشاركة الأطراف الفاعلة من القطاعات والتوجهات المختلفة لمواجهة أزمة تغير المناخ والحفاظ على الطبيعة، انطلاقا من طموح دولة الإمارات لتقديم مؤتمر مناخي يجمع المعنيين كافة ويسهم في تضافر جهود الجميع وحشد الدعم والمساهمات الفعالة من أنحاء العالم المختلفة.
كوب 28 والتغيرات المناخية في إفريقيا!
تقول الباحثة إيمان الشعراوي المتخصصة في الشأن الإفريقي إن العالم كله يُعاني من التغيرات المناخية التي باتت تهدد الحياة في كل مكان، مشيرة إلى أن هناك تأثير غير متساوٍ في شمال الكرة الأرضية وجنوبها.
وأوضحت الشعراوي أن أكثر القارات تأثرًا بهذه التغيرات هي القارة الإفريقية التي تدفع ثمن أخطاء الغير دائمًا، لافتة إلى أن التغير المناخي هو التغير الذي يصاحب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بسبب الأنشطة الصناعية لسكان الكوكب والتي ينتج عنها عوادم ومخلفات تساهم في ارتفاع درجات الحرارة لكوكب الأرض.
ماذا يحدث في حالة عدم الحد من انتشار تغير المناخ؟
أكدت الباحثة إيمان الشعراوي أن من بين الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية هو ارتفاع درجة الحرارة من 2 إلى 4 درجة مئوية في نهاية القرن الجاري، مما يترتب عليه ذوبان جليدي كارثي وتغرق معظم المدن الساحلية في العالم مثل الإسكندرية وميامي وشنجهاي بسبب ارتفاع منسوب المياه، مشيرة إلى أن من بين الكوارث أيضًا انتشار الأوبئة والأمراض.
الدول المتسببة في التغيرات المناخية!
أوضحت الباحثة إيمان الشعراوي أن حسب بعض الدراسات فإن مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع هي التي ساهمت في الانبعاثات الكربونية وعلى رأسها اليابان والصين والولايات المتحدة والهند وروسيا، في حين أن انبعاثات إفريقيا من الكربون لم تتجاوز 4% منها.
إفريقيا أقل انبعاثا للكربون وأكثر تضررًا بالتغيرات المناخية
قالت الباحثة إيمان الشعراوي إن الأبحاث والأرقام أثبتت أن القارة الإفريقية أقل انبعاثا للكربون وأكثر تضررًا بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، حيث أن درجة حرارتها سترتفع مرة ونصف مقارنة بمناطق العالم الأخرى، لافتة إلى أن أزمات إفريقيا المستمرة والصراع الكبير الذي تشهده على الموارد يجعل موقفها من مواجهة هذه الأزمات هو الأضعف.
وأكدت الشعراوي أنه بناءً على تقارير مشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي فإن التغير المناخي سيزيد من الصراع على الموارد والأراضي الزراعي وهو ما يحدث خلال الـ 10 سنوات الأخيرة بين المزارعين والرعاة بسبب التضغط المتزايد على الأراضي، بالإضافة إلى أن ما يقرب من 118 مليون شخص يعيشون في فقر شديد سيواجهون الجفاف والفيضانات بحلول عام 2030، وأن 440 مليار دولار هو حجم خسائر القارة الإفريقية بسبب تغير المناخ.
ولفتت إلى أن هناك بعض المناطق التي ستصبح مهددة بالجفاف مثل جميع مناطق الجليد الاستوائي، منوهة بأن العالم يعقد اجتماعًا سنويًا لمناقشة هذه الأوضاع والمشكلات لمواجهة تغير المناخ.
كوب 28 في الإمارات
تقول إيمان الشعراوي إن كوب 28 سينقعد هذا العام في الإمارات وسط اهتمام عالمي كبير، مشيرة إلى أن الإمارات تعهدت بتقديم 4 ونصف مليار دولار لتمويل المشروعات المناخية في إفريقيا، وسط أمال بعدم الاكتفاء بالتوصيات التي لا تنفذ.
واختتمت قائلة: العالم لم يصبح لديه رفاهية ضياع الوقت، لذا يجب أن يكون هناك وعي كافٍ بمخاطر التغيرات المناخية وكيفية مواجهتها.