بين غزة وموسكو تقف أصابع الإرهاب الأمريكية واضحة الملامح بقوة، الأمر الذي يهدد بإنهاء مستقبل بايدن السياسي وخروجه من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، بل تقويض دور المارد الأمريكي في العالم.
من حرب الإبادة الشاملة في غزة التي تدور تحت غطاء كامل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في واحدة من أبشع حروب الإبادة العنصرية في العصر الحديث إلى حرب بالوكالة يخوضها الغرب على الأرض في الأراضي الأوكرانية، انتهى إلى مسرح عمليات متفجر في موسكو الروسية تنفيذًا لأجندات إرهابية.
واشنطن التي وضعت كل إمكاناتها تحت أمر جيش الاحتلال اليهودي لتكون وقود الهولوكوست الإنساني في غزة، كانت على علم بموعد العملية الإرهابية في روسيا، وبادرت بتحذير رعاياها هناك من حضور الحفلات العامة والموسيقية قبل العملية الإرهابية.
المشهدان الدمويات في غزة وموسكو كشفا دور راعى الإرهاب في العالم، تهديد الاستقرار الدولي، فدوره في أوكرانيا وغزة هو الدعم والتسليح وعرقلة المجتمع الدولي من القيام بمهامه واستخدام الفيتو لمنع وقف الحرب في غزة وإعطاء الضوء الأخضر لليهود لتنفيذ مخططات التهجير وإبادة الغزيين في المحارق والمجازر في محاولة لإغلاق ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد.
داعش التي أعلنت مسؤولياتها عن العملية الإرهابية في موسكو، وساهمت بقوة من قبل في تدمير العديد من البلدان العربية، كشفت أنها منظمة إرهابية صنعتها أجهزة المخابرات الأمريكية الأوروبية وأنها تمول وتعمل لصالح هذه الجهات وتنفيذًا لأجندتها التدميرية حول العالم ولا علاقة للإسلام والمسلمين بها، ويبقى السؤال الذي يحمل إجابته الشافية: لماذا لم تنفذ داعش على مر تاريخها الأسود في تدمير البلدان العربية عملية واحدة في تل أبيب حتى اليوم؟!
أمريكا وقفت حائط صد منيع في مجلس الأمن لمنع استصدار قرار يدين إسرائيل ويوقف انتهاكاتها ومعاقبتها بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة على مرأى ومسمع من العالم، وفي أوكرانيا لا يختلف الأمر كثيرًا حيث يسلح الغرب الأطلسي ويخطط لما هو أبعد.
الهجوم الإرهابي في موسكو جاء بعد الفوز الكاسح للرئيس بوتين في الانتخابات الأخيرة، وهو الأمر الذي يهدف في المقام الأول إلى التغطية وصرف الانتباه عن التقدم الملحوظ الذي تحققه روسيا على الجبهة الأوكرانية، والذي يعني الهزيمة الاستراتيجية للغرب.
باختصار.. الرئيس الأمريكى بايدن فشل بجدارة في إدارة ملف الصراع العربي الإسرائيلي، نظرًا لانحيازه الأعمى لصالح الاحتلال وإغماض عينيه عما يحدث في غزة، الأمر الذي قد يكلفه المغامرة بمستقبله السياسي والسقوط في الانتخابات المقبلة 2024 بجدارة.
أمريكا تملك القدرة على وقف الحرب فورًا في غزة لكنها لا تملك الإرادة الكافية لممارسة الضغوط المطلوبة على إسرائيل الأمر الذي يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، بل يؤثر تأثيرًا مباشرًا على حلفائها الإستراتيجيين في المنطقة ويفتح الباب على مصرعيه أمام روسيا والصين لتحتلا مساحات أكبر في المنطقة خاصة بعد موقفها الأخير من استخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن لا يطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
تبقى كلمة.. بايدن العجوز المهزوز المتهم بالخرف وفقدان التركيز والذي تؤكد المؤشرات أنه سيكون خارج البيت الأبيض يسعى لإشعال العالم ودخوله في فوضى، وربما جره إلى حرب عالمية ثالثة في محاولة لهدم المعبد حتى ولو كان فوق رأسه، ويزيد من دعمه اللا محدود لإسرائيل أملاً منه في دعم اللوبي اليهودي في الانتخابات حتى ولو كان على حساب القضية الفلسطينية، بل والعرب جميعًا.. إنه كرسي العرش الأمريكي على بحور الدماء.