زيادة تخفيف أحمال الكهرباء في ظل بروفة جهنم التي يتعرض لها المصريين هذه الايام بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والذي لم تشهده البلاد من قبل، زاد من معاناة المواطنين وسخطهم لما يمثله ذلك التوجه للحكومة التي لم يكتمل بنيانها بعد في تشكيلها الجديد اننا على موعد مع ايام تتناسب مع ظلام النهار وعتامة ا لليل التي نعيشها.
المشكلة أننا تعودنا في بلادنا على نظرية الكوسة وسادت قاعدة حرام الا علينا، في كل شئ في أمور حياتنا ومع رفضنا للتخفيف في هذه الأجواء شديدة الحرارة التي تزيد من خنقة الأجواء وصرخات الغضب داخل صدور المصريين، فإن التخفيف ليس معصوب العينين بل يستخدم بعيون ثاقبة التمييز المحرم دستوريا بين أبناء الجنس الواحد .
نعم تخفيف الأحمال يطبق في أماكن دون أخرى وفي شوارع تكاد لاترى النور وأخرى مضاءة على مدار الساعة، فلاتوجد خطة منتظمة وخريطة موزعة بعدالة فالظلام يعرف الأحياء الفقيرة أكثر وينقطع فيها أكثر من مرة في اليوم ولساعات ممتدة.
بالمناسبة فاتورة تخفيف الأحمال ترفع العبء عن كاهل الحكومة المسئولة عن توفير حياة كريمة لأفراد الشعب، لكن هناك فاتورة أخرى يدفعها المواطنينين أصحاب المصانع والشركات والمدارس والمستشفيات والمحلات والارزقية..الحياة تتوقف تماما في غياب الكهرباء والكل يدفع الثمن.
الحكومة التي أعلنت من قبل انه لاتخفيف للا حمال أثناء امتحانات الثانوية العامة التى تشتد رحاها هذه الأيام حنثت وعودها وتجاهلت ماأعلنته من قبل ليواجه الطلاب وأولياء الأمور مصيرهم ومستقبل أولادهم تحت ظروف حرارية وصلت نصف درجة غليان المياة في ظلام القبور، لينقذ أولياء الأمور مستقبل أولادهم تحت ضوء الشموع.
الناس بتصحى من النوم مفزوعة على صيحات الشهادة والله اكبر بعد قطع الكهرباء وخصوصا المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، ويبدأون يومهم خصوصا سكان الأدوار العليا مع مشقة تمارين الصباح الإجبارية على السلالم في معاناة يومية لاتنتهي وآهات مكتومة تصل عنان السماء.
مرض الكهرباء الذي اصاب بلادنا بسبب الشح المالي ونقص الغاز، جاء في وقت شهدت فيه خزائن البلاد أكبر عمليات تدفق دولاري في العصر الحديث ومازال التدفق مستمرا، ولازال تخفيف الأحمال الكهربائية متصاعدا واعباء الحياة متزايدة في علاقة عكسية غير مبررة وغير مفهومة تزيد من علامات الاستفهام التي عششت على حياتنا.
باختصار.. كنا نأمل أن تدشن الدولة حملة تخفيف الأحمال لكن بطريقة أكثر فاعلية وانصاف عن كاهل المواطنين، تحت شعار تخفيف الأحمال عن المواطنين واجب وطني ودستوري، منذ سنوات والحلم يكبر بداخلنا عن شعاع النور في آخر النفق، فطال بنا السفر وخلص الزاد وانحنى الضهر واشتد النفق ظلاما وشخصت الأبصار لرب العالمين ولاحول ولا قوة الا بالله.