الحلم الصهيوني.. لست مخطئا إذا قلت إن عروبتنا وإسلامنا في خطر، وأننا كأمة ذاد قوامها على أكثر من 2 مليار مسلم حول العالم مسؤولون مسؤولية تضامنية عما يحدث من قبل الصهاينة الذين يسعون لتحقيق حلمهم المزعوم، من المحيط إلى الخليج، وتلك هي الحقيقة التي نعلمها جيدًا، ولكننا نتناساها، ونهرب منها غير مدركين أننا سنتحمل المسؤولية كاملة أمام الله والتاريخ والأجيال القادمة.
إسرائيل التي حولت غزة إلى مدينة أشباح بعد تعرضها لحرب إبادة شاملة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وحتى الآن، باتت توجه بوصلتها التدميرية نحو إلى لبنان بدعم غربي متواصل وتواطؤ عربي وإسلامي.
نازي العصر الحديث نتنياهو الذي يعمل جاهدًا على توسيع بؤر الصراع في المنطقة، سوف يكرر نفس سيناريو غزة في لبنان، وسوف يصم أذانه تجاه شعارات العرب والمسلمين الجوفاء، ولن ترجفه البيانات الثورية، أو تردعه الصرخات المدوية لانتفاضات شعبية هنا، وهناك، لأنه يدرك تماما أن مدرسة «الحنجورية» لا تحرر الأوطان، ولا توقف المد الصهيوني.
بوادر الحرب في لبنان تلوح منذ فترة طويلة من اليوم التالي لاندلاع طوفان الأقصى، بين فر وكر وهجمات هنا، وهناك، لكن ما وصلت إليه الآن الحدود الملتهبة بات ينذر ببركان وشيك.
وقد طالبت وزارة الخارجية الألمانية، مواطنيها الأربعاء، بسرعة مغادرة لبنان بشكل عاجل وسريع، حيث تعد رابع دولة غربية تطالب مواطنيها بمغادرة لبنان خلال أسبوع، بعد كل من مقدونيا الشمالية وكندا وهولندا.
وعلى مدار أكثر من 8 أشهر تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها «حزب الله»، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر الخط الأزرق الفاصل بين البلدين، خلف مئات القتلى والجرحى، غالبيتهم بالجانب اللبناني.
وكشف مراقبون أن زيادة حدة التصعيد مؤخرًا، وخاصة مع إعلان الجيش الإسرائيلي المصادقة على خطط عملياتية لـ«هجوم واسع» على لبنان، يمهد لاندلاع حرب شاملة تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط بل، وفي العالم أجمع.
اليهود لديهم مخططًا وحلمًا كبيرًا لا يحيدون عنه منذ تأسيس الحركة الصهيونية على يد «تيودور هرتزل» في مؤتمر بال في سويسرا عام 1897 م الذي سبقه بعشرات السنين عمليات غير متوقفة من الإعداد والترتيب، ثم جاء «وعد بلفور» بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 م.
إسرائيل تعمل وفق مخطط طويل المدى منذ سنوات بهدف تحقيق حلمها بدولة كبرى من النيل إلى الفرات، ركزت على محورين، الأول إشعال النزاعات الطائفية والصراعات في دول الجوار، لتؤتي حرب الفتنة والإرهاب ثمارها وشراء الولاءات من ضعاف النفوس والهمم، الأمر الثاني هو الحرب المسلحة والانقضاض على الدول بعد تفتيتها وإضعاف قوتها لتكون نقطة الارتكاز الحقيقية من اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ليكون تهويد القدس هو النواة لتحقيق الحلم.
باختصار.. أمتنا في خطر وعروبتنا على المحك، ولا نملك من رفاهية الوقت ما يسمح لنا بالمزيد من الشجب والاستنكار، فاليوم غزة وغدًا لبنان وبعد غد من سيكون؟
مطلوب قوة ردع إسلامية وعربية فنحن نملك، ونستطيع بما حبا الله بلادنا من خيرات فوق الأرض، وتحتها، وما تملكه أمتنا العربية من جيوش جرارة وعدة وعتاد.
مايحدث الأن هو نسخة بالكربون لما حدث فى غزة فاتورة يدفع ثمنها بنسبة كبيرة مصر، وصمت عربى لن يتجاوز الكلمات الرنانة وستظل الكيانات التابعة لأمريكا وأيران تنثر الشعارات يمينا ويسارا ويخرج الطابور الخامس ليتساءل بكل خسة وعمالة عن ماذا يحدث في لبنان ويذرف دموع الذئب ويحمل شجرة الأرز ويذيع أغنية فيروز بحبك يالبنان!