ربما لا يعرف أبناء الأجيال الجديدة خضر التوني غير أنه شارع فى مدينة نصر والحق أنه واحد من أبناء مصر العظام والذى رفع اسم مصر عالياً فى رياضة رفع الأثقال.
والمقال بمناسبة دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت فى باريس والتى يثار الجدل حول مظهر اشتراك مصر فيها.
ولد خضر التوني عام ١٩١٣ فى بولاق أبو العلا وكانت هوايته رفع الأثقال وحقق أولا انجازات كبيرة على المستوى المحلى وكانت أولي بطولاته وهو بعمر ١٩.
حطم خضر التوني ١١ رقم قياسى طوال مشواره وكانت البداية عام١٩٣٤، وبجانب اهتمامه بالرياضة كان مفتشاً بوزارة التربية التعليم.
انتقل إلى الاحتراف عندما شارك فى أوليمبياد برلين عام١٩٣٦ في منافسة مع بطلين المانيين وكان الألمان لديهم ثقة في تحقيق ذهبية وفضية بسهولة إلا أن المفاجأة تحققت فى حصول التونى علي الذهبية وكان ذلك فى حضور هتلر الزعيم النازى الألمانى والذي طالب بحضور التوني الي المنصة الرئيسة لمصافحته وتهنئته بالفوز وقال له إن لمصر أن تفتخر بك وأريدك أن تعتبر المانيا وطنك الثاني.
أطلقت الصحافة العالمية علي التونى وقتها لقب أقوى رجل في العالم وبطل أبطال رفع الأثقال، ولم يكتف التوني بالذهبية وإنما نجح أيضاً في تحطيم الرقم القياسى ثلاث مرات وسط انبهار المتابعين.
شارك خضر التوني بعد ذلك في أولمبياد ٤٨ بلندن بعد إلغاء أولمبياد ٤٠و٤٤ بسبب الحرب وكان علي وشك تحقيق الفوز لولا إصابته بالتهاب الزائدة الدودية ونقله للمستشفى ونصحه الأطباء بالانسحاب إلا أنه أصر على خوض المنافسات وحقق المركز الرابع.
حقق التوني الميداليات الذهبية لبطولة العالم ثلاث مرات اعوام ٤٦و٤٩و٥٠.
توفي خضر التوني عام ٥٦ بعمر ٤٣ صعقاً بالكهرباء في منزله بحلوان فى حادث مروع وفقدته مصر وأسرته المكونة من زوجة وثمانية أبناء.
تم تكريم التوني في حياته وبعد مماته فقد كرمه الملك فاروق ومنحه نوط الرياضة من الدرجة الأولى عام ٥١ وتم اطلاق اسمه على شارع كبير بمدينة نصر.
الخلاصة عندما تريد أن تشارك في الأولمبياد، ينبغي أن تنتقى من يمثلك بدقة وتنتهج البرنامج المعروف باعداد البطل الأوليمبي ولا تعتمد علي الطفرات الفردية.
لك الله يا مصر دائما وأبداً حمالة أثقال.