الطريق نحو البيت الأبيض ليس سهلا، ومن ثم تتجه الأنظار نحو الولايات المتحدة لترقب الانتخابات الأريكية التي تزداد اشتعالا بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وتباينت الآراء حول قوة الطرفين خلال المناظرة ونتائجها والتي رأى البعض أنها خالية من عرض البرامج الانتخابية، بينما كانت الضربات المتبادلة أكثر حضورا، ليقف كلا الطرفان في موضع الهجوم تارة والدفاع تارة أخرى، ويكون المستفيد الوحيد حتى الآن هو الناخب الأمريكي.
طارق الخولي: الناخب الأمريكي هو المستفيد الوحيد من مناظرة المرشحين
يقول النائب طارق الخولي وكيل لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، إن مناظرة كامالا هاريس ومنافسها دونالد ترامب لم تشهد أي سخونة بشأن الأحداث التي يعيشها العالم، حيث أعلنت هاريس عن نفسها كمنافس شرس.
وأضاف النائب طارق الخولي قائلا: أعتقد أن طريقة هاريس وتعمدها أخذ وضع الهجوم أثناء الحديث نال نوعًا ما من ثبات منافسها ترامب، مشيرا إلى أن أكثر مستفيد من مناظرة المرشحين بالتأكيد هو الناخب الأمريكي.
د. أشرف سنجر: هاريس تدربت جيدا على الظهور بثقة وثبات
يقول الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إنّ كمالا هاريس حققت نجاحا كبيرا في مناظرة الرئاسة الأمريكية أمام دونالد ترامب، الذي أصبح في موقف الغاضب والدفاع وهاجمته أكثر من مرة.
ولفت خبير السياسات الدولبة إلى أن هاريس تدربت جيدا على الظهور بثقة وثبات مستمد من فشل جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى، ما شكل دافعا مهما وخطيرا على مستقبل الحزب الديمقراطي، متابعا: بداية موفقة بالنسبة لها عندما أخذت هذا الموقف المبدئي، مشيرا إلى أن أعضاء الحملة الانتخابية لهاريس قالوا إنها تستعد لمناظرة أخرى كونها أدت هذه المناظرة بشكل جيد.
د. رضا فرحات: المناظرة تعكس بوضوح الفارق الكبير في الاستراتيجيات السياسية بين المرشحين
ويقول الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية، إن المناظرة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس بايدن الحالية كامالا هاريس محطة هامة في المشهد السياسي الأمريكي تكشف عن حجم التحديات التي تواجه الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الفترة المقبلة وتكشف الانقسام الواضح والعميق داخل المجتمع الأمريكي، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن ترامب ظهر خلال المناظرة بأسلوبه المعتاد الذي يعتمد على الهجوم الحاد والإصرار على انتقاد سياسات الإدارة الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، حيث ركز ترامب بشكل كبير على القضايا الاقتصادية، وخصوصاً التضخم وارتفاع الأسعار، وهو ما يعكس محاولته كسب تأييد الطبقة الوسطى التي تأثرت بالأوضاع الاقتصادية الراهنة كما لم يتوان ترامب عن مهاجمة سياسات الهجرة وإدارة هاريس لهذا الملف، معتبرا أن ما يحدث هو تهديد لأمن البلاد القومي.
في المقابل، يرى الدكتور فرحات أن كامالا هاريس استطاعت أن تظهر تماسكا وثباتا في مواجهة هجمات ترامب، وركزت في دفاعها على ما حققته إدارة بايدن-هاريس في مجالات مثل مكافحة جائحة كورونا، وتحقيق التعافي الاقتصادي بعد فترة الركود التي شهدتها البلاد وأكدت هاريس أن الإدارة الحالية تسعى جاهدة لتقديم سياسات تخدم جميع الأمريكيين، وليس فقط شريحة معينة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن هذه المناظرة تعكس بوضوح الفارق الكبير في الاستراتيجيات السياسية بين المرشحين، حيث يعتمد ترامب على الخطاب الشعبوي والاستقطاب، بينما تتبنى هاريس نهجاً أكثر توازنا يعتمد على الحوار والإصلاحات التدريجية لافتا إلى أن هذه المناظرة ستكون لها تأثيرات واضحة على السباق الانتخابي المقبل، حيث ستلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاهات الناخبين واستمرار هذا الانقسام الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين يشير إلى أن الانتخابات القادمة قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تنافسية في التاريخ الأمريكي الحديث.