لا أدري كيف يكون شعور الظالم وهو يستغل نعمة الله عليه في أن يرتكب جُرم ظلمه بحق من هم من المفترض أن يكون عونا لهم بما فضله الله عليهم بشيء ما، كيف للظالم أن يتجبر وينسى أن القوة لله جميعا، ويروح يفسد في الأرض بهتانا وزورا ويضرب ظلما في العباد، ظنا منه أن الله جعل العباد عُبّاداً له من دونه، حتى تظل سلطته وهيمنته قائمة.
إن الظالم عليه أن يخشى حكم الله بأن يسوقه إلى مهالكه وطغيانه، فيظلم ويطغى بدون رحمة أو خوف من الله ويكثر في الفساد، وتغره الحياة الدنيا متاعا وغرورا والمصيبة أنه غالبًا لا يشعر بظلمه، بل أحيانا يستمتع به، ويشعر بنشوة والسيف فى يده وهو يقطع به رقاب الأبرياء.
مصيبة الظالم أنه غالبًا لا يشعر بظلمه، بل أحيانا يستمتع به، ويشعر بنشوة والسيف فى يده وهو يقطع به رقاب الأبرياء. ولما فكرت فى عقوبة أطالب بها لمعاقبة الظالمين، وجدت أن عقوبة الإعدام أقل كثيرا من جريمة الظلم والطغيان. وقد اكتشفت مع الأيام حقيقة غريبة أنه ما من ظالم إلا وعاقبه الله فى الدنيا على الذنب الذى جناه، وإذا كان الله يمهل عباده ولا يحاسبهم غير يوم القيامة، فإنه يستثنى الظالمين من هذه القاعدة ويبدأ حسابهم فى الدنيا!
ولست متأكدا إن كان الظالم يندم يوما على ما فعله، ولكنني متأكدا أن ظلمه ومصائبه وهناك غشاوة على عينيه، هو يحبها ويتلذذ بها ولا يرغب أبدا في إزالتها، ولربما في حياتي القصيرة التي عيشتها عرفت منهم كثيرا، رأيت في هيأتهم الغضب، ملامحهم وروحهم يكسوها السواد والنفور منهم وعدم القبول.
رأيتهم حولهم الشياطين يعاونوهم ويساعدوهم على ظلمهم وأحيانا يحرضونه عليه، والغريب أنهم يتصورون أنهم قد يفلتون من العقاب، ولكن الظالم للأسف يعيش حتى يرى الانتقام يمتد إلى أولاده، وأنها عليه المصائب عليه والعقاب ليس من قدرة المظلوم أن يوقعها عليه!.
لكنني مازلت أتساءل، وسؤالي للظالم، ما شعورك النفسي والعاطفي وما شعور جوارحك كونك ظالم، ما سبب القسوة التي تملأ قلبك، والظلم التي تملأ أحشاءك، ما شعورك يا ظالم وأنت ترى نفسك في عيون المظلومين، ألم تجد في قلبك من أثر الظلم وحشة ونكرانا، أم هو التكبر والطغيان؟.
ألم تقرأ يا ظالم قوله تعالى: ﴿إنّه لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾، ألم تقرأ يا ظالم قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}، وقوله: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لله جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ العَذَابِ}.
الخلاصة.. الظلم وبال وغمة نهايتها هلاك.. وقد خاب من حمل ظلما!، فالظالم سيلقى أشد العذاب آجلاً أو عاجلاً فهي سنة ثابتة لا تتغير ولا تتخلف، سواء كان ظلمه لنفسه، أم كان لغيره، خاصة وإن كان ظلم الضعيف، فظلم الضعيف أفحش ظلم.. هذه بتلك والبادي أظلم.. ومن زرع الظلم حصد الخسران.