أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة “بريكس بلس” جسدت الرؤية المصرية الطموحة لتعزيز التعاون الدولي، والتأكيد على الدور المحوري لمصر في معالجة القضايا العالمية المعاصرة، خصوصا في ظل الأزمات والتحديات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم مشيرا إلى أن هذه التحديات تتطلب تكاتف الدول بشكل فعال لمواجهتها.
وأوضح فرحات أن تجمع “بريكس” يلعب دورا حيويا في النظام الدولي، و أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى مع استمرار الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالدول النامية لافتا إلى أن تجمع “بريكس” يمثل نموذجا للتعاون المتعدد الأطراف القائم على الاحترام المتبادل، ويعزز من قدرة هذه الدول على التصدي للتحديات الكبيرة من خلال التشاور والتنسيق الفعال بين دول التجمع والدول الصديقة، مما يسهم في تحقيق تقدم ملموس في مواجهة الأزمات الدولية.
كما أكد نائب رئيس حزب المؤتمر على أن الظروف الدولية الحالية، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة، تدفع نحو ضرورة تفعيل آليات التعاون “جنوب-جنوب” مشيرا إلى أن مصر في طليعة الدول التي تسعى لتعزيز التعاون الدولي، خاصة بين دول الجنوب، بهدف دعم أولوياتها وتحقيق التنمية المستدامة مشددا علي أهمية الدور الكبير الذي تلعبه مصر في قيادة الجهود الدبلوماسية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي، لتعزيز التعاون بين الدول النامية وتقديم الدعم الفني والاقتصادي.
وأكد فرحات أن التحديات التي تواجه الدول النامية ليست جديدة، لكنها تفاقمت بسبب تصاعد النزعات وزيادة السياسات الأحادية التي تسعى بعض الدول لفرضها والتي أصبحت تشكل تهديدا لاستقرار النظام العالمي، الذي بني على أساس التعاون والاحترام المتبادل لافتا إلى أهمية دور المؤسسات التنموية متعددة الأطراف، مثل “بنك التنمية الجديد” و”البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية”، كأدوات حيوية تساعد الدول النامية في الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة داعيا إلى ضرورة تعزيز دور هذه المؤسسات لتوفير المزيد من التمويل الميسر، خاصة لمواجهة تحديات تغير المناخ، مما يساهم في تعزيز النمو والاستقرار في تلك الدول.
وفيما يتعلق بالصراعات الإقليمية، أشار الدكتور رضا فرحات إلى التحذيرات التي أطلقها الرئيس السيسي بشأن الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة إذا ما امتدت إلى مناطق أخرى وأن مصر ملتزمة بقضية السلام في المنطقة ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الأزمات المتلاحقة في المنطقة وتسليط الضوء على عجز النظام الدولي في التعامل بإنصاف مع هذه الصراعات، مما يستدعي تعزيز الفهم المشترك للقضايا الدولية والإقليمية الحالية معربا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق نتائج ملموسة في المستقبل القريب تعزز من فرص التنمية المستدامة .